سائقٌ وقانون
Posted جوان 1, 2008
on:الساعة تشير الآن لاقتراب الثلث الثاني من النهار على الانتهاء …
حرارة الطريق ووهجه , يجعلني أتطلع لوسيلةٍ أرتمي فيها … وأترك لمخيلتي قياس المسافات ما بين الموقع الحالي وما بين غرفتي …
بعد عدة محاولات … استقررت في إحدى الصفراويات …
أسندت ظهري للمسند ال(مُرجع) للخلف عدة إنشات …
وضعت حزام الأمان – وإن كان بطريقته (السورية) الجديدة … لن يُأمن حتى على نفسه …
الطريقة بأن يربط دون الخصر ويُوضع من طرفه لطرفك … أي براحة تامة وبأمان مفقود …
أول نظراتي لعداد النقود , لأرى إن تم تعديله على القيمة القديمة لسعر تداول البنزين أم الأقدم منها أم الجديدة أم الأجدد منها …
لم أفلح … لكتامة زجاجه !
سألته :”ما هي (نسخة) التعديل؟, القديمة بل الأقدم أم الأجد؟”
رمقني بنظرة لم أستطع تفسيرها … سألني “شو بتشتغل أستاذ؟”
أجبته “هندسة حواسيب , سنة خامسة”
فرقّت بيننا عدة من دقائق … أعدت السؤال في داخلي وأجبت أيضاً … أعجباً , أسببت؟أم اقترفت ذنباً …
في غمرة الحديث الداخلي …
سارع بالقول “في القانون , (مشدداً على القانون) أنت كمواطن , ليس عليك أن تدفع إلا مايشير له العداد !”
أجبته “ولكن سعر البنزين قد زاد بنسبة معينة”
أعاد الجواب “بالقانون , ما بيصير هالشي وإلا كيف العالم بدها تركب تكاسي!”
أعدت سؤالي”يا أخي , السائق مواطن هو الآخر , فإذا هو يدفع فرق السعر دون تحصيله …”
وبنفس الوتيرة “بالقانون تستطيع أن تدفع فقط ما عليك دفعه ..”
بذات الفكرة … يُعيد ويُعيد ولا منطق …
عندها علمت أن النقاش مستحيل … فآثرت الصمت وانزويت معاوداً حسابَ فرق المسافة التي لا ينتهي …
سمعت عدة مقتطفات من حديث لم أركّز فيهِ … وكانت حولَ “المازوت” – “المواطن” – “الشوفير” – “السرفيس” – “خمس ليرات” – “عشرون ليرة” – “حلب” – “دمشق” …
بيني وبين ذاتي علمت أنه هناك خيارين إمّا أنّه من جماعة القبظة , أو أنه سائق قد دفع للتو مخالفةً جعلت للقانون في عقله مسكناً دائماً …
وصلت لباب منزلي … نظرت للعداد … ابتسامة عريضة …
لا هذا ولا ذاك …
الشب معدّل عدادو لحالو وزايد 15 ليرة عن العادية …
وليحيا القانون …
((لحفظ الحقوق : الصورة أُخذت من موقع عكس السير ))
أنس
1-6-2008
جوان 1, 2008 في 5:45 م
شغلة أنس أفندي
عم قول شو سر الخمسة والعشرين معك
بس أحسن شي ضلك قول …. ربي يسر
أصــــــــوله