وبعدك على بالي …
Posted جوان 24, 2008
on:جلست ترقب تكوّن قطرة العرق , تتسلل مابين التجاعيد … تصل لحافة الذقن …
تترك ذلك الوجه المكتسي بأخاديد زمان لم يرحم …
تستقر على قطعة من ورق …
تلا صوت سقوط القطرة , صوت تنهيدة وصوت مسح بطرف قميص شبه مهترء أثر القطرة …
الورقة تكتلت من آثار القطرات المتساقطة …
بعد جهدٍ , استطاعت دمعة أن تحرر نفسها من قضبان اليأس , أعلنت أن الروح ما تزال تعيش … والأمل ما زال ينبض …
ختمت الورقة بعبارات الأشواق وتمنيات العودة …
وقطع حبل الغربة …
الاماكن كلها تشتاق لضحكته , لسخريته , له …
طوت الورقة بكل ترتيب …
وضعتها في مغلف رسالة … كتبت آخر عنوان عرفته منه منذ – لم تعد تذكر – ربما منذ أن تركهم …
أوصت ابنتها , بألّا تنسى وضع الرسالة في البريد … أومأت برأسها …
تركت ذات الوجه الجعد الصالة … لتعيد ترتيب الرسائل العائدة مع عدم الرد … كلها …
بصوت خفيض … ترتّل :
بعدك على بالي … يا حلو يا مغروم … يا حبق ومنتوف على سطح العالي …
مرق الصيف بمواعيدو … والهوا لملم على ايدو …
ولاعرفنا خبر عنك يا قمر … ولا حدا لوحلنا بأيدو …
وبتطل الليالي وبتروح الليالي … وبعدك على بالي …
أنس
اترك تعليقًا