و أُطلقَ الحُكم …
Posted سبتمبر 3, 2008
on:- In: بنكهة فيروز
- 8 تعليقات
أُطلقَ الحُكم …
تعلّقتُ بين القضبان … نظرت … حاولت قراءة الشفاه لأعرف الحكم , لم أفلح لصخب الموجودين والشامتين أغلبهم … وبعض الأصدقاء الذين يحاولون جاهدين الوقوف معي في هكذا موقف …
من صرختها , عرفت الحكم دون سماعه …
حكم عليَّ بالموت … حكم جديد …من محكمة القدر …
أعلن القاضي بضربات متتالية على طاولته , محاولاً التهدئة … ولم يفلح , فالشامتون علت قهقهاتهم … والأصدقاء علا نحيبهم … وأنا بينهم صامت … فالصمت أبلغ …
نظرت إليها … حركت شفاهها دون صوت …الشفاه قالت “أنت جوهرة!” … “أنا آسفة , لم أستطع …” “أرجو أن تفهمني” …
لم أتابع بقية الكلمات المشلولة صوتاً…
ابتسمت …
وحاولت أن أنشر بعض الدعابة في جو الموت الذي انتشر بسرعة … والغربان تنتظر عند القوس … تنتظرني لكي تبدأ وليمتها …
دعابة انتزعت الضحكة من قلوب الأصدقاء … وانتزعت الضحكة من قلبها الحزين … في تلك اللحظات لم أفكر بما فعلت هي , ولم أفكر بما سأفعله فيما بعد … فكرت فقط في وداع سريع يبقى في الذاكرة … للأبد …
لذا كان وداعي بضحكة من بين الرماد … فتلك الضحكة من الصعب أن تُنتسى …
باغتني الجلاد بنصل اخترق القلب …
الثواني توقفت …
صوت تنفسي يعلو ويهبط …
القلب يناشد الحياة بضرباته الاخيرة …
صرخات لم تصل منها إلا البداية … وأنا في الأرض …أغمضت العينين … وأسلمت الروح …
الروح بقيت … لم ترد الذهاب …
تمردت , صرخت … لم يسمعها أحد …
لذا : قامت تدندن في الزاوية , فيروزيات :
“الله معك يا هوانا …
يامفارقنا …
حكم الهوى يا هوانا وتفارقنا …
يا أهل السهر يا اللي نطرونا … بكرا إذا ذكروا العشاق , ضلوا تذكرونا … تذكرونا … ضلوا تذكرونا …”
أنس
سبتمبر 3, 2008 في 8:36 م
لكلماتك أيها الإنسان لحن يحمل بين ترانيمه الألم والمرارة عشتها بين سطورك الحزينة وكأنني تواجدت معكما في نفس اللحظة التي رويتها …
رأيت كلا منكما وهو يحمل للآخر كلاماً لم يملك من الجرأة ما يكفي ليبوح به فآثر الصمت لأنه أبلغ ..
رأيت أن لكل أمر زوايا منسية مخفية قد تتضح لرائيها في آن اختاره أن يكون قريباً أم بعيداً ..
بعيداً عن قهقهات الشامتين ونحيب الأصدقاء اعذرها ولا تلمها .. فوفاؤها وثقتها اللذان عرفتهما حري بهما أن يرسما على وجنتيك ابتسامة تحيي بها ذكراك الجميلة وإن آلمكما الفراق في نهاية المطاف ..
أستسمحك عذراً أيها الإنسان على تطفلي واندفاعي لما كتبته فهي عادتي كلما أحسست بضيق الكاتب .. فكيف بمثل هذا الإبداع الممزوج بحرقة شوق لا تخفى على صاحبيها وقارئها ..
تقبل تحياتي ..
نجمة ..