أنا وسهرانة …
Posted أكتوبر 30, 2008
on:- In: بنكهة فيروز
- 6 تعليقات
رشفات متتالية مسرعة لتنهي الفنجان السادس …
تكومّه بعدها في الزاوية التي بدأت تئن تحت الفناجين الفارغة … والتي تزداد كل قليل …
تراقب تحركات الساعة التي تستفزّ الساهرين بصوتها العقيم …كأنها تحاول أن تثبت لهم حقيقة مرعبة … بأن من ننتظر لن يأتي …
بحركات سريعة بيديها … تطرد ذلك الوهم الذي لطالما آمنت أنه وهم … سيأتي … وبتأكيد …
تبحلق في الفراغ المتواجد أمامها …
يسارع جفناها للالتقاء … ولكنها تقوم مسرعة وطاردة آثار نوم يودّ أن يلقي بنفسه عليها …
أمام التلفاز … يومض بسرعة … القنوات خاوية … لا شيء يستدعي الاهتمام أو المتابعة …
تعود لإقفاله … ويعود الهدوء البارد …
تقوم للمطبخ … أكوام من آثار الفناجين المهدورة على الوقت الضائع …
حان وقت الشاي …
ترشف الدفء الموجود فيه علّه يطرد برد الانتظار المخيف … الذي بدأ يأكلها من الداخل …
“جايي حبيبي …” رأتها ومضة أمام عينيها …
وسمعت صوتاً عند الباب …
سارعت لترى من بالباب …
من خلال تلك الفتحة الضيقة التي يدعونها (العين السحرية) … رأت أحد المشردين يبحث في القمامة عن لقمة أو فائدة ملقاة …
صوت سيارة مسرعة وتوقفت بعنف … “أتى … “
سارعت لنافذة مطلة على الشارع … جارهم (سكراناً) ويحاول أن يحافظ على توازنه المفقود تحت وطأة كحوليات ما بعد منتصف الليل …
“ليس هو …”
يعلو الموبايل باهتزاز … معلناً قدوم رسالة من أحدٍ لم يتعب نفسه بكلمات صوتية … اكتفى بكلمات مقروءة …
“لن أستطيع القدوم اليوم … العمل لم ينته … سأحاول أن أأتي في الليلة التالية … “
عندها … وفقط …
امتلأت أرض الغرفة ببقايا زجاج كوب الشاي … الذي انتفض …
حملت دموعها … وسارعت لسريرها …
ذهبت تسرّ له بكل ما مرّ … ويمرّ … وتسأل “أأستطيع البقاء أكثر؟”
من وحي أنا وسهرانة لسيدتي فيروز …
“أنا و سهرانة
أنا و سهرانة وحدي بالبيت
على السكيت و متل الضجرانة
مشية قريبة طقت عالدرب
قلت يا قلب جايي حبيبي
قمت و ضويت زحت البرداية
تيشوفا الجايي و شعشعت البيت
رتبت المزهرية هييت قلوب السكر
حطيت الشال عليي و لبست العقد الأحمر
و نطرت الباب تالباب يدق
و القلب يدق و ما دق الباب
و المشية بعدت بعدت بالليل
محاها الليل بعدت و بعدت
أنا سهرانة و طفيت الضو
و طلع الضو أنا و سهرانة”
أنس
6 تعليقات إلى "أنا وسهرانة …"

[…] إنسان […]

أكتوبر 31, 2008 في 12:23 م
أبدعت