حفيد … لقاء … وثلج …
Posted ديسمبر 23, 2008
on:- In: بنكهة فيروز
- 6 تعليقات
كان الثلج يتساقط … يتسابق ليكسو الأرض الممتدة …
فرحة الأطفال وصرخاتهم لم تحرك تلك الطفلة الجالسة على طرف الساحة …
بيدٍ معلقة لعبتها ذات الجدائل … وبيدها الأخرى تسند رأسها وعلامات الحزن تحفر أخاديد طفولية … في وجهها الطفولي …
حزينة … لفقدان صديقها شادي …
الذي حرمها شغفه منه … شغفه لاكتشاف ما وراء الوادي …
ذهب شادي … ولم يعد …
وكبرت الصغيرة …
…
في لحظة من المستقبل …
لوهلة وقفت , لم تصدق من هو أمامها …
أهوَ شادي؟ ذلك الصغير؟
شادي كبر … ومعه طفلٌ صغير يشبهها …
سارعت بالقول “كيفك أنت ؟ ملّلا أنت؟ … كيفك قالوا عم بيقولوا صار عندك ولاد … أنا والله مفكرتك برّات البلاد؟”
اغرورقت العينان … الطفل بينهما … يشدّ طرف شادي … ويسأل “ليش عم بتبكي بابا؟”
أحست في هذه اللحظة … بأنهما عادا لذات الساحة وللحظة توقف الزمن … وبدأا بتراشق الثلج … علت صرخاتهم لتغطي على صرخات البقية …
عادت للموقف بيده تودّع يدها … كانت تودّ الصراخ ” رغم العيال والناس وبحبك بالأساس … بحبك أنت … ملّا أنت …”
ومرّت الخيالات على ذلك الموقف …
وفي لحظة من اللحظات التي يقف الإنسان فيها مع نفسه وحيداً … وخائفاً … تذكرته …في ليلة نيسانية …
أوه … تلمست أخاديد حفرها حزنها الدفين على شادي منذ الأزل …
أخاديد وتجاعيد فاضت في وجهها الأملس … ومسحت دمعة حارة … سكبتها لذكرى الصغير شادي …
وأصبحت تدندن “بعدك على بالي … يا قمر الحلوين … يا زهرة تشرين … يا دهب الغالي … “
عندها تعلّق بها حفيدها …و يشبهه … مسحت على رأسه قائلةً “أأنهيت فطورك يا شادي؟” …
أنس
6 تعليقات إلى "حفيد … لقاء … وثلج …"

رائعه هي كتاباتك عزيزي أنس ..
مدونه مميزه بكل مافيها
تحيه لك


تدوينة جميلة

ديسمبر 23, 2008 في 2:44 ص
رائعــة .. وكفى ..
بحس هالقصص بيستاهلوا يصيروا مسلسل …
مؤثرين جداً وبيحركوا كتير امور من الداخل ..
شكراً أنس ..