بقليلٍ مِن … تستطيع …

رداءٌ أحمر … ودندنات …

Posted on: فيفري 13, 2009

يقلّب الكأس بين يديه … يرقب التهام الشعلة لجسد سيجارته …

يلثمها وبنفس طويل … يغلق عيناه متخيلاً ما سيحدث بعد دقائق قليلة … وبذات النفس يخرج أسوداً … وينثر حزنه على شكل دوائر في الهواء …

تخيلها أمامه بردائها الأحمر … الذي أقسمت على رميه منذ العيد الماضي …

تخيلها بدندناتها المزعجة في المطبخ … وهي تعمل …

تخيلها وبكل ما يذكر … ولم يشعر بشيء …

حرّك خاتم يسارِه بعصبية …

ينظر إليها ويخبرها بأنه سيتركها لحساب امرأةٍ أخرى وأكثر …

يخبرها أنه انتهى معها … لم يعد يشعر بشيء وتلبدٌ كبير فيما بينهما …

تنفث القليل من الدمع … يخرج بطريقة مسرحية ويعود للمرأة الأكثر ويكمل حياته … وهنا تكون نقطة النهاية لهذه التخيلات …

أفاق من تخيلاته وهي أمامه جالسة … صامتة …

نفثت دموعها … وبحرارة …

عندها تساءل “أتعلم مسبقاً؟ أم ماذا؟ من المؤكد أنها علمت بما سأقول … ولهذا تبكي …”

انتشلته من حضيض فكره بورقة مليئة بالكلام الطبي البارد وفي النهاية خلاصة تقول “النتيجة : المرحلة الأخيرة من سرطان الدم” …

أغمض عيناه للحظات …

عاد للحظة البداية منذ النفثة الأولى والدائرة الحزينة الأولى التي رسمها …

أرسل للمرأة الأكثر ما مضمونه “انسيني … لن أكون لكي” …

خرج متأبطاً ذات الرداء الأحمر …

وكان يقرأ لها كأنه يقرأ للمرة الأولى والأخيرة معاً …

كان يطعمها للمرة الأولى والأخيرة معاً …

يسمع دندناتها في المطبخ للمرة الأولى والأخيرة معاً مستمتعاً …

كانا يفعلان كل شيء للمرة الأخيرة … فلا فرصة لفعله مرّة أخرى …

هيَ ماتت بين يديه … وهوَ أصيب بذبحة عاطفية …

ومنذ ذلك الوقت … كلّما رأى رداءاً أحمرَ …يصيبه في مقتل …

من وحي Paris, Je T’aime – story cinq

أنس

9 تعليقات إلى "رداءٌ أحمر … ودندنات …"

لماذا كل هذا الحزن ؟؟
لماذا كل هذه النهايات المليئة بالآلام ؟؟
ربمـــا لأننا من دونه لا نعرفُ للفرح مذاق

عندَ مرحلة من مراحل الخوف تأتي أوهام البُعد / ولو كانت الظروف كلها تدل عكس ذلك /
تأتي هذه الأوهام على شكل مرض نهايته الموت والفراق أيضاً دونَ رغبــة من أحد ..

لا شك أن الخاطرة رائعــة ومؤثرة .. لكن

أتعستَني تدوينتك أنــس
أرجوكم قليل من التفاؤل

معي ايضا سرطان والحمد الله
حياتي طبيعي عليك فقط
ان ترى الاموار من منظار اخرى
تدوين مع احترامي الشديد لكليكما مزعجة……
علينا دائما ان نبحث عن الحلول ……
ودائما يوجد حل………….

كتبتها من تأثير القصة الخامسة في Paris,Je t’aime …
القصة تخيلية وأحداثها في تلك القصة حدثت …

وأبعدنا الله عن كل مرض وشافاكم …

ببساطة ما وددت الوصول له “لن تعرف قيمة من تحب, حتى تشعر بإمكانية فقده!!” ….

تحياتي رنا واللجي …


رنا … عذراً على التعاسة التي زرعتها ولكن … ألا يستحق؟
اللجي … شافاك الله … وشكراً لك …

بالرغم من الحزن الذي وجدته في القصة و لكن الاحساس العالي في كتاباتك يشعرني بجمال مكبوت في الداخل يريحني و يسعدني 🙂

أنس أتمنى |ألا تكون قد أخطأت فهمي ..
لقد صدّقني صفحات المدونات هذه الأيام مليئة بنهاية مسدودة ..

What is the story with cancer these days? 😦
It looks like cancer hs signed some contract around here!!
So sad my friend…

Anas ma tred eltawiini btjanin ye3ni lazm tkon elnihayat daemen 7elwi 7atta terdina m3 e7terami lljami3 tab3en
……..teslm anamel 5atet hl 7rouf we yeslm feker 3ishni la7zat bl 5ayal

مروى
أشكرك جزيلاً ومرورك أسعدني جداً …
وكلماتك اللطيفة أسعدتني بصراحة …


رنوش
🙂 …
النهايات المفتوحة لا تُكتب !!! وهذا الذي لحظته …
ولكن لم أراكي بين الابتسامات في المرتدين ابتساماتهم …
🙂 …
مرورك دوماً يسعدني …


ماريّا بالنكهة الانكليزية … أطيب من الشاي الانكليزي …
الله يحميكم كلكم من السرطان …
أهلاً بك صديقتي …


ديما
كلماتك اللطيفة, أٍسعدتني جداً …
أهلاً بك دوماً …

Actually my work PC does not have the Arabic encoding option!! So I have to write in English 🙂

Although I prefer writing in Arabic much better… It is as easy and pure as spring waters…

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

للإنسان الذي يمرّ من هنا … عبقك … يبقى …

الصفحات

انستغراميات ..

لم يتم العثور على صور على إنستغرام.

أعجبكم عبق ..

مرّ من هنا

  • 59٬392 إنسان ...

في ذمّة التاريخ … ستلحظ …

فيفري 2009
د ن ث ع خ ج س
1234567
891011121314
15161718192021
22232425262728
%d مدونون معجبون بهذه: