شهوةُ موت (الجزء الأول) …
Posted فيفري 25, 2009
on:يحاول جاهداً الإمساك بطرف القلم الذي يصله بالطرف الآخر من سريره منتهياً عند قطعة بيضاء كبيرة …
بعد جهد واضح ,قطرة عرق تثبت عجزه أمامها, تحفر طريقها من جبهته العريضة لتستقر جانبه …
ابتلع صمته بصوت فاضح وبدأ يخطّ على الورقة البيضاء ” لليوم, أصبح لي ثمانية وعشرين سنة ملتصق السرير … لا أغادره إلا بإغماض عينيّ …
أذكر بالضبط رائحة البحر ذلك اليوم وأيضاً أشعر بالشمس التي تلفح جبهتي …
أوه … النسيم يملأ رئتي … أقف على الصخرة الأعلى بين مثيلاتها …
يمدّ يداه بتصالب أمام الشمس وتحدي … يرسل جسده للهواء ومن ثم يستقبله البحر … “
يبتسم هنا … ويريح شفتاه اللاتي تشققتا من آثار القلم … أغمض عيناه وعاد لذلك اليوم …
ماء البحر يغطي وجهه … يشعر بطعم الملح بين شفتاه المتشققتان … خيط رفيع من الدم يتسلل خجلاً من رأسه …
تذكر صدمة رأسه بصخرة كان تقبع له بلؤم …
حاول الحركة .. لم يستطع يومها … أن يحرك اصبع أو قدم …
البحر جعله بلا وزن ولا حركة … شريط حياته مرّ أمامه مجهزاً إياه للموت … البطيء …
أغمض عيناه مستسلماً … فتحهما فجأة على وقع حركة عنيفة سحبته من شريط ذكرياته وموته البطيء …
عاد وفتح عيناه فجأة على سقوط القلم على فراشه …
نظر عاجزاً … لم يستطع …
لم يفصله عنه إلا بضع من سنتيمترات … ولكن عاجز …
…
امتلأ حنقاً … لحد الاختناق … وحدّ اشتهاء الموت …
يتبع …
أنس
4 تعليقات إلى "شهوةُ موت (الجزء الأول) …"

غريبة كم هي كلماتك البسيطة وكم هي المعاني العميقة التي ترمز لها
مدد … مدد …


هلق متل ما قالت فرح شكرا كتير ع قوة التعبير بس حرام والله زعلتنا
الحمد لله لازم ما نزعل ولا نشكي ونحنا ع الاقل منقدر نمشي

فيفري 25, 2009 في 2:26 ص
اه ٍِ يا أنس .. أظنني عرفت عن من تتكلم ..
قد تبدو مثل هذه الأمور محناً كبيرة بالنسبة لنا .. قد نشعر بالحزن الشديد لأجلهم .. أصحابها بقوتهم وصبرهم وايمانهم يجعلونها منحاً .. ويبايعون الله في كل لحظة تمر عليهم ..رغم جميع الصعوبات
تعرف أنس .. أحياناً أفكر لو أني كنت مكانه ولربما أكون فلا يدري أحدنا ماذا تخبىء الأيام له .. !!
ماذا سأفعل ..
شكراً أنس .. شكراً على قوّة التعبير في كلماتك ..