هداك المرض!!! السرطان!!!
Posted أفريل 4, 2009
on:-
هداك المرض؟!
تنتشر هذه العبارة بشدة في الأوساط المحيطة بنا, وخاصة الشعبية منها وتكون عند ذكر مرض السرطان أو عند ذكر أحدهم مصاباً به … كأن المرض ينتقل بمجرد الحديث عنه ومرد الأمر للجهل المحيط به والغموض الذي يلفّه …
ما مدى معرفة من يتحدث عنه, القليل جداً ولو سألته لجزمت بهذا …
ما رأيكم بأن نذهب برحلة مبسطة في عالم الخلية السرطانية وبذلك نزيل الوهم وعدم المعرفة المحيطة بهذا المرض …
-
رحلة مع خلية:
سأبدأ بحكاية صغيرة عن خلية بشرية وحيدة تسلط عليها الأضواء … الضجة حولها واضحة من رسائل خلايا أخرى ومن جريان للدم ومن تبادل للمواد الغذائية وطرح للفضلات …
انتظروا لحظة!
الخلية تتحرك, آه … انها تدخل في مرحلة الانقسام …
بدايةً الDNA يبدأ بالانقسام لمثيل له, تتضاعف مكونات الخلية ومن ثم تنقسم …
أصبح لدينا مثيل للخلية الأم … ما أبسط هذه العملية وأجملها وفائدتها, فهي تلبي الحاجة للنمو وتعويض الفقد من الخلايا الميتة والهرمة, آه, إذاً الخلايا تموت وتشيخ أيضاً؟ طبعاً لكل خلية عمر معين وينتهي عندما تتوقف قدرتها على الانقسام (الولادة اذا صحّ التعبير).
يالشبه الإنسان بالخلية … يولد ومن ثم يعيش ويتوالد ومن ثم يموت! وهي الحياة المثالية …
حياتنا أبعد ما تكون عن المثالية وهذه حقيقة معروفة …
لأسباب عديدة وتراكمية … كيف؟ نحن نهمل أنفسنا لسنوات طويلة والأمور السيئة تتراكم لتعود إلينا كالبحر الهادر يحمل في طريقه آخر علائم للصحة المثالية … كلام كبير ومخيف …
دعونا نعود للخلية صديقتنا …
بسبب إهمال صاحبنا الإنسان لنفسه, سلّم نفسه للتدخين, الكحوليات … يتعرض يومياً لإشعاعات بدءا ًمن هاتفه الخليوي لأسلاك نقل الكهرباء ومحطات التوليد والبث والتقوية, في بعض الأحيان يتعرض لإشعاعات من مواد مشعّة, قد يكون الأمر أيضاً عبارة عن أخطاء في عملية التوالد على مستوى الخلية, أتحدث الأخطاء؟ طبعاً وسبحان من لا يخطئ …
هجمات لبعض الفيروسات والجراثيم …
بعض الأشخاص لديهم استعداد أكبر من غيرهم لتكون الخلايا السرطانية وهذا الأمر يكون عبر تكوّن مشكلة عبر الأجيال, فمثلاً الناجين من حروب استخدمت فيها القنابل الذرية أو اليورانيوم المنضب أو أي قنبلة أصدرت اشعاعاً ولو بكمية بسيطة, سينتقل التخرب الحاصل على مستوى خلاياه (وقد لا تظهر أعراض التخرب في الشخص المتعرض له) لأولاده وأحفاده!!
كل ما سبق يسبب موجة هائلة تحمل معها الوجه الآخر للخلية السليمة والوديعة …
تتحول لخلية سرطانية !!!
-
الخلية سرطانية, استراتيجيات دفاعية وهجومية!!!
الخلية السرطانية هي خلية مجنونة بكثير من الذكاء تودّ الانتقام بشكل عشوائي, وهذا أفضل تعريف لها وجدته من خلال دراسة تصرفاتها …
تعتمد في حربها الانتقامية على التوالد اللامحدود لتكوّن جيشها الهائل العدد, تخطيط استراتيجي …
كما تمدّ جنودها (الخلايا السرطانية) بإكسير الحياة بحيث أن خلاياها لا تموت, لا تدخل في مرحلة الشيخوخة بل تبقى شابة مستعدة للانتقام المجنون, تخطيط تكتيكي …
قلت أنها ذكية, تمارس الكثير من الخطط الدفاعية لمحاربة كل ما يأتي في طريقها من خلايا مناعية مختلفة …
بعد أن تحقق استقرارها وتغذيتها الخاصة وتؤمن مؤنتها من الدم والاكسجين الكافي لجنونها …
تستعد لتنتقل لمستعمرات أخرى فتقوم بعض الخلايا السرطانية الانتحارية بمغادرة المنطقة وعبر الدم تنتقل لمنطقة جديدة لتقوم باستعمارها!
إذاً ليس فقط أن السرطان يكون في منطقة واحدة بل يمتد ليشمل مناطق جديدة فهو ذكي ومجنون يحبّ الانتقام … ولا شيء أكثر من خلية فقط!! إذاً يسمى السرطان حسب المنطقة التي يصيبها وليس تبعاً لنوعه فهو خلية لا أكثر أي نطلق عليه اسم (غير متمايز) … ومن أكثر المستعمرات تفضيلاً لدى السرطان بالنسبة للنساء هو الثدي مشكلاً سرطان الثدي وللرجال البروستات والكولون مشكلاً سرطاني البروستات والكولون!!!
-
كيف تقتل خلية واحدة الإنسان؟
بسبب توالدها الغير منضبط بأعداد كبيرة مزودة بالغذاء والاكسجين بالإضافة لشبابها الدائم, تحلّ هذه الخلايا محلّ الخلايا الصحيحة وتعطلها أولاً أو تقتلها ثانياً أو تحلّ محلها ثالثاً بالتالي تسبب توقف الأعضاء, وانسداد المجاري التنفسية والدموية وفشل عمل الأجهزة الحيوية بالتالي يموت الإنسان !!!
-
هل من الممكن معالجتها أو مكافحتها؟
هناك مرحلتين للآن في المعالجة, الأولى هي مكافحة السرطان عند بناء مستعمرته الأولى والثانية عند انتشاره …
إذاً هدف المعالجة يكون بقتله في عقر مستعمرته وإيقاف انتشاره لمستعمرات أخرى!
سأكمل في تدوينة تالية عن أحدث الأساليب في المعالجة والآمال المعقودة على هذه الأبحاث …
أنس
16 تعليق إلى "هداك المرض!!! السرطان!!!"

تدوينة ممتعة و مثيرة للإهتمام. أعجبني الأسلوب المبسط الذي إتبعته في الوصف و لا أخفيك أنني أحب مطالعة مثل هذه المواضيع لأنني كنت سابقا من الطلاب المجتهدين في مادة العلوم.
ليس لدي تعقيب سوى القول أنني تعاملت مع أناس كثيرين مصابين بالسرطان بدرجات متفاوتة، و بالفعل منهم من يستفيدون من العلاج بشكل جيد و آخرون لاحظت بأن المرض وصل لمراحل شبه متقدمة عندهم مما أثر على صحتهم الجسدية و العقلية. و أكثر ما كانوا جميعا يعانون منه هو نقص المناعة. البعض منهم لم أكن أشعر أنهم مرضى.
سأنتظر تدوينتك القادمة.


في اليومين الماضيين تقفز سيرة مرض السرطان امامي كثيراً!!
يتنبا الباحثون انه سياتي يوم سيكون فيه في كل اسرة مريض بالسرطان… لا ارغب حقاً ان اعيش حتى هذا اليوم!!
شكرا لعرضك الممتع و الواضح عن المرض 🙂


*
هل من الممكن معالجتها أو مكافحتها؟
لولا الامكانية لما كان لي أمل بالحياة …
ايحق لنا ان نحلم ؟


غابرييل, المعالجات والآمال كبيرة جداً والاكتشافات في مجال السرطان مثيرة جداً للاهتمام والأمل معقود إن شاء الله …
شكراً لمرورك 🙂
_____________________________
هل عشت يوما في حالة خطر يحدق بك !
في خطر قد يعلن لحظة انهاء حياتك قبل ضغطك على زر الانتر ؟؟!؟!
يتوقع الكثيرون انهم يستطيعون فهمنا .. هكذا يعتقدون …


رهف التي تكلمت عنها في مدونتي كانت مريضة بالسرطان
كان لديها وعي كبير ..لم تتعالج كيميائياً لكن طبيعياَ .. الأعمار بيد الله ..
لماذا سرطان الأطفال قابل للشفاء أكثر ؟؟
شكراً أنس على التدوينة نحنا بحاجة لنزيد وعينا ..


السلام عليكم ..
مقالة هادفة و مفيدة و قيمة أخي أنس ..
مشكلة مرض السرطان لا تكمن في لمريض نفسه و إنما تتعداها لكل أفراد عائلته، فأفراد عائلته يعانون كثيراً و هم يرون المريض كيف تتطور حالته المرضية و تتفاقم و كيف يتحول من شخصممتلئ صحة إلى شخص لا يقوى على فعل شيئ و خصوصاً إن وصل المرض لمرحلة متقدمة .
مرض السرطان مرض له بعد ثلاثي، الأول إصابته للمريض فتتفاقم حالته ، و الثاني البعد النفسي و الذي يصيبه و يصيب أفراد عائلته، و ثالثاً البعد المادي لأن تكاليف معالجته مكلفة جدا و إن طالة حالته فقد يحول أسر متوسطة إلى اسر فقيرة !
تحياتي و عذرا على الإطالة.


نسيت علق على نقطة إنو بإمكاننا الإبتعاد عن مسبباته ..
بحقيقة الحال أخي أنس لا يمكنك التكهن بهذا الموضوع و لا يوجد أي دراسة علمية صادقة 100% تقول أن الإبتعاد عن هذا الشيئ سيقيك من مرض السرطان.
أعرف من لم يدخن سيجارة واحدة في حياته و هو اليوم مصاب بسرطان البلعوم الإنفي و الذي تقول الدرسات الطبية أن سبب حدوثه 100% هو التدخين !!!
تحياتي


بعد اصابة اختي اصبحث ابحث وابحث رغم اني خريجة تغذية لكن للاسف كنت لا احب ان اقراء عن السرطان لخوفي من ذكر اسمه………لكن اختي تستشيرني كثيرا وتريد ان تعرف ماذا تأكل رغم ان قابليتها للاكل معدومة بعد جرعة الكيماوي

أفريل 4, 2009 في 1:08 ص
التدوينــة جميلة جدّاً أنــس ..
أحب هذا النوع من النقاشات المفيدة والعلمية في الوقت ذاته , ربّما لأني كنتُ أتمنى دراسة الطبّ ,
أذكر أن موضوع / الخلايا الجذعية / للعلاج أخذ كثيراً من حماسي لأبقى على آخر التطورات فيما يخص العلاج ولكن ظهر حديثاً علاجات جديدة ربّما لا نعرفها ننتظر منكَ المقالة الأُخرى ..
ذكرت في أعلى مقالتك / إهمال الإنسان لنفسه / أعتقد أن موضوع التقنية الحديثة والتطورات هي التي أدت إلى فتح باب جديد أو مدخل للسرطان إلى أجسادنا
فالتطور له أثر كبير
وجود وسائل النقل — > أدى إلى الكسل و استبعاد المشي من القائمة
البيوت البلاستيكة و الهرمونات التي يضيفونها للخضار
اللحوم التي نأكلها و الهرمونات تلعب دورها أيضاً هنا
أصبح من المستحيل أن نعيش حياة نقيّة ذكرتني الآن / بمريم نور / عندما تطلب أن نزرع الخضار والفواكه في حديقتنا التي لا نملكها (oO)
وبالفعل كما قلت يوجد بعض الأشخاص لديهم / استعداد / لاستقبال الخلايا السرطانية
التعرض للشمس مع وجود بشرة مليئة / بالشامات / قد تسبب سرطان إن كانت هناك قابلية ..
لكن السؤال الذي يطرح نفسه .. هل من المعقول أن يكون المرض أو يتحول المرض ليصبح وراثياً ؟؟
بدأتُ أشك في ذلك ..
الله يبعده عنا و عنكم يارب ..
تحيــة وشكراً على المعلومات المفيدة واعتذر على الإطالة
:]