بقليل من الأمل …
Posted أفريل 7, 2009
on:عقرب الثواني يتهاوى أمامه بسرعة غريبة, يمعن النظر ليرى … أخداع بصر أم أن الساعة أعلنت اختصار ثوانيها للنصف, يرفع نظره لكومة أمامه, مستقبله بين هذه الكومة, سويعات تفصل بينه وبين تقرير مستقبله الأكاديمي, الكومة تحتاج لأيام لا سويعات …
يرجع بكرسيّه للخلف … يستسلم لبراثن تنهشه من الداخل وضيق يطغى عليه حتى يكادُ لا يستطيع تنفساً ولا حتى تفكيراً …
يرقب نظرات الأطباء محاولاً استقراء حالته واحتمالات شفاءه, لا أستطيع القراءة من العيون الجامدة التي لا تعكس إلا ما تراه أمامها, ينظر لوالده وعبوس شديد يطغى على وجهه, فجاةً صوت والدته يعلو بعويل يخترق سريره وقلبه, يقبض بيده المعلقة على طرف سريره, يغلق عينيه متمنياً أن لا يعاود فتحهما أبداً …
تلتقط هاتفاً يرنّ, بلهفة شديدة تسأل عن أخبار البحث عن صغيرها, أمن جديد أو طرأ شيءٌ؟ تغطي الرجفة على كلماتها فلا عادت مفهومة, والصوت المقابل لها, يخبرها باستحالة إيجاه بعد هذه المدة, أمعقول؟ أمازال حياً …
تردّ بعصبية, حيٌّ هوَ!!!من ثمّ ترفع السماعة وترميها للطرف الآخر من الغرفة, تتهاوى مجهشة بالبكاء وتدفن نفسها وسط دموعها …
بلمسة سحرية … بقليل من الأمل …
أعاد كرسيّه للأمام … بهمته المتفجرة, أقام الكومة وبنشاط منقطع النظير أعاد تشكيلها … نظر للعقارب, عادت لسيرها البطيء معلنةً سلامها المؤقت مع وقته, شعور بالفرح يطغى والتشكيل يأخذ صورته النهائية ومستقبله أصبح بيديّه يُبدَع !!
يعاود فتح عينيه على حضن دافئ وابتسامة تكتسح كيانه … ووردة صغيرة تزيّن سريره الأبيض, همست له والدته, صغيري نحبّك, أجعل أمَلك في الله, كبير … الاعمار بيد الله, حاول الاستمتاع بما بقي ونحن هنا معك …
يطوّرون أدويةً لمكافحة معاناتك … ابتسم, علت ابتسامته وفي سرّه نادى ربّه عاقداً أمله به …
بين الدموع, شعرت بدفء قلبها … إنها تشعر به, نعم … إنها تشعر بحركاته وتكاد تجزم برائحته …
أمل يغمرها بإمكانية إيجاده مرّة أخرى … تعاود التقاط السماعة ووالثقة تعكس نفسها في الكلمات التي تواجه كل وكالات البحث والمفقودين … ستجده, واثقة هيَ وأملٌ طاغٍ بعودته …
أنس
4 تعليقات إلى "بقليل من الأمل …"

الأمل… و اليأس…
نقيضان لكنهما يبثان في الانسان القوة نفسها -تقريباً-…
ارى في عملي الكثير من اليائسين… و ارى كيف يدفعهم اليأس ليقامروا على فرصهم الأخيرة…
و ارى الكثير من المتأملين… اولئك الذين يحملهم املهم دوماً على بذل اقصى الجهد ليصلوا…
كلاهما يشتركان في شيء واحد: القوة!!
و مساء الأمل صديقي 🙂

أفريل 7, 2009 في 9:02 م
sho bdee a7kee ya anas !! msh m32ool enta !!!modameeeeeeeerrrrrrrrrrrrrrrraaaaaaaaaa