دعنا نتواصل .. ولكن بوعي!
Posted ماي 30, 2009
on:رسالة جديدة وصلت من الطرف الآخر ..
-
من هو الطرف الآخر؟
قد يكون جارك الذي لا يفصل بينكما سوى باب .. وقد يكون صديقك الذي لم تره منذ سنين خلت وتفصلكما أميال كثيرة فهو في أقصى الغرب وأنت في وسط الشرق !!
كلمات ووجوه تعبيرية .. تنقل كل أخبارك وأحاسيسك عبرها .. للطرف الآخر ..
-
هل له حدود؟ وماهي إن وجدت ؟
قد تكون هذه حسنة من حسناته (عند البعض وقد تنقلب لسيئة عند الآخرين) بأن الحدود الخاصة بالتواصل الافتراضي لا يفرضها أحد إلا أنت وحدك .. فهيَ حسنة إن كنت “واعياً” لاستخدامها, ووابل سوءٍ إن أسأت استخدامها أو لم تتحل بمقدارٍ كافٍ من الوعي لتعرف كيف تُدار العملية بأسرها ..
إذاً الوعي هو أول ركن من أركان التواصل ..والوعي هوَ لما بعد التواصل الافتراضي, وهذا ما تحدده طبيعة التواصل والأشخاص الموجودين على جانبي خط الاتصال .. قد يكونا شخصين لا يعرفان عن بعضهما سوى الأسماء الافتراضية وكمٌ من المعلومات لا مصداقيةَ لها سوى الثقة (العمياء فعلاً) أو قد يكونا شخصين اضطرتهما الظروف للتباعد المكاني فاضطرا للتواصل الافتراضي كتعويض عن البُعد المكاني ..
ما الفرق بين الحالتين السابقتين؟
الوعي في الحالة الأولى هو القنديل الذي يحميك من الوقوع في حفرة من حفر طريق مليءٍ بها .. أما في الأخرى فوجوده أقل بكثير من الأولى, لمَ؟ لأن المعرفة الواقعية سبقت الافتراضية وهناك مزيج من المشاعر والانطباعات شكّلت الشخص ومن ثم أتى التواصل الافتراضي ليعزز التواصل (الذي كان مستحيلاً في حالة الابتعاد المكاني) ..
قد نكون قد وصلنا لنتيجة أولية .. بضرورته ..
-
هل نحتاج الوعي دوماً أثناء التواصل؟
لكي نصل لنتيجة دعونا نحلل حالات متطورة أكثر للتواصل,
تبعاً للقيود الاجتماعية على التواصل مابين الجنسين وتكثر في المجتمعات المغلقة فإن هذا النوع من التواصل يزدهر لانعدام الرقيب (وهم السلطة الأعلى كالاب أو الأم أو الأخ) ويبدأ التواصل بالتشعّب وقد ينتهي بعلاقة (حب) افتراضية تبدأ ب(تسجيل الدخول Login) وتنتهي ب(تسجيل الخروج Logout) .. لا يعرف أحدهما الآخر إلا بالشكل المرسوم في المنطقة المخصصة لعرض الصورة الشخصية .. وقد تتعدى العلاقة هذا الأمر لكي تصل لأرض الواقع (لن أناقش هذه الفكرة بل سأفرد لها تدوينة مفردة) وإذاً بافتراض أن العلاقة بقيت حبيسةً جدران التواصل الافتراضي فهل من الممكن نجاحها وما للوعي من دور فيها؟
للوعي الدور الأكبر هُـنا .. وكما يندرج تحت النوع الأول وكما ذكرنا بأنه القنديل الذي سيحميك .. ولكن إلى متى؟ فوصولك لهذه النقطة يفترض أنك تدري أين الوجهة التي ينتهي بها هذا الطريق! وماهيَ إلا طريقٌ مسدود .. فباللحظة التي تغلق فيها نافذتك على العالم الافتراضي لن يكون لكَ أي علاقة وستكتمل حياتك الطبيعية ولن تعود إلا في حال فتحت النافذة .. وتستطيع بلمسة زر أن تمحي كل ماسبق .. إذاً المخاطر كبيرة والطريق مسدود .. ما الذي جعلك تدخله في الأساس؟ عدم الوعي هوَ من فعل ذلك ..
-
إذاً؟ مع أم ضد؟
في الحالات التي عرضتها .. كانت هناك مساوئ بالإضافة للإيجابيات .. والذكي يعرف متى يكون “معَ” ومتى يكون “ضد” وسأختصر بحديث صغير مع إحدى الصديقات في معرض حديثها عن ذات الموضوع, ” ما نفقده أثناء التواصل الافتراضي هو الانطباع الذي نحظى بهِ عند التواصل الواقعي .. وأيضاً إيصال المشاعر (إيجابية أم سلبية) بالإضافة للفهم القاصر للكلمات مما قد يخلق سوء التفاهم ” كما أضافت قائلةً ” بأن للتواصل حدود لن يتم تجاوزها لذات السبب وهو فقدان الانطباع وقصور الاحاسيس وخيانة الكلمات” ..
كما أضاف أحد الأصدقاء حول آداب التواصل الافتراضي بأنه عليك ” أن تخرج كما دخلت بعواطفك, فإنك في عالم افتراضي ..”
الموضوع متشعب جداً .. حاولت إلقاء بعض الضوء عن الوعي .. أود سماع رأيكم عن هذا التواصل بشكله العام وعن دور الوعي بصورة خاصة عبر حالات واقعية له..
سأتحدث (إن شاء الله) عن أنواع التواصل الافتراضي المختلفة وسلبيات وإيجابيات كل منها في وقتٍ لاحق .. وأترككم إلى حينها في أمان الله 🙂
أنس
13 تعليق إلى "دعنا نتواصل .. ولكن بوعي!"

هلا .. هلا ( بعد زمان يا زلمي * )
ما حبيتا عموما ً .. يمكن لأني شفتها فضاضة ” وواعظة ” وانا ما كتير بحب الاسلوب الواعظ :p
في ألي كتير علاقات بديت افتراضية وامتدت للانترنت ، صادقة وحقيقية وتبادلنا آراء أعمق وأكثر قيمة من كتير صداقات محكومة بالعمل والجو والروحة والتسالي
لهيك الطريق المسدود اللي قلت عليه قد لا يكون مسدود لدى البعض
لأنن ببساطة بيعرفو يعملو باب 🙂
ما فيك تعمم خبرات حدا ع حدا تاني ، الشؤون اللي بتتعلق بالانسان عموما ً هي خبرات بحاجة للتعامل مع كل علاقة بفرادة الشخصين اللي فيها
في صداقات بتبدا ع النت وبتستمر
في حب بيبدا ع النت وبيستمر
وفي ناس عم تتسلى ع النت
وناس عم تتغير وتغير
وناس عم تتثقف وناس عم تطبق وناس عم تمارس جنس حتى عالانترنت
الوعي ؟! مطلوب بالانترنت !
طيب ما الوعي مطلوب بكل انواع العلاقات عموما
ع كل حاسة اني حكيت كتير ” على غير العادة :p ” فأنو بس هيك


طبعا التواصل الافتراضي ليس تواصل كاملا …. ولكن قد يكون مفيدا في كثير من الاحيان اذا كان هناك وعي كما قلت في تدوينتك …. الافادة تأتي من الاهتمامات المشتركة وقد تنحصر بها …. هناك كثير من المناقشات الجادة والمنطقية لا تحتاج الى وجوه قدر حاجتها الى أفكار ….. وقد يكون الكلام بشكل جزئي مرآة للطرف الاخر … على الأقل يمكن التحكم هنا بحجم التواصل بقليل من الحنكة ….. الأشخاص المشغولين بشدة امام شاشة الكمبيوتر يلائمهم التواصل الافتراضي في كثير من الاوقات ….. لأن اجتماعياتهم صفر فيأتي الاتصال الافتراضي ليجعل الأمور أقل سوء ….. بالنسبة لي وجدت تويتر هو أفضل خدمة لهذا التواصل ….. لأنه لا يقيدك بقيود التواصل التقليدية ولا يلزمك بشيء
اما التواصل بين الجنسين فغالبا يكون غرائزياً ولا يؤدي لنتائج محمودة كما ذكرت
سلامي لك


مرحبا أنس
بالنسبة إلي الموضوع أبسط بكثير من تصنيفه لتواصل افتراضي او واقعي
ربما لأنني أقيش تصرف الطرف الثاني بقياسي
يعني أعتقد أن المتلون في الحياة العادية سيتلون وراء لوحة المفاتيح
والصادق سيبقى صادقا
لكن يوجد حالات كثيرة تنطبق عليها ما ذكرت
أعتقد ان التواصل الافتراضي كبداية أجده أفضل نوعا ما من التواصل الواقعي , لانك ستتعرف على فكر الطرف الآخر نظرا ان هذا ما يظهره هذا النوع من التواصل
تدوينة مهمة وبانتظار المزيد
وصار بداا سكويييييز 🙂

ماي 30, 2009 في 12:09 م
أنا معك كلامك كتير صحيح، العلاقات و التواصل مع الآخرين عن طريق الانترنت يحتاج للوعي فلا يجب أن تتجاوز حدود الصداقة.
في نقاشات بيني و بين أصدقاء حول الموضوع قلت أننا أحيانا قد نُعجب بشخص نتحدث معه لأننا لا نرى إلا كتابته و بهذا يتشكل لدينا بشكل غير مباشر تصوّر أو تخيّل للأسلوب الذي يتحدث به أو لحالته بشكل عام، كما نحب أن يكون دون أن نقصد.
يُفترض التفريق بين العلاقات في الواقع و العلاقات الافتراضية، أما بالنسبة للحب، فالحب يبدأ بنظرة، أما أن تأتي النظرة بعد الحب فقد تكون صدمة 🙂
أطيب الأوقات
ماي 30, 2009 في 12:39 م
بالضبط يا سلام, نحنا بنرسم للشخص اللي ما بنتواصل معه واقعياً صورة ذهنية ..
وهالصورة ممكن تتأثر بأي عامل وقد تكون مثالية جداً .. هون المشكلة .. انو الصورة من الهشاشة انو قابلة للتحطم بصخرة الواقع!!
العلاقات الواقعية والافتراضية هيي طرفي نقيض في بعض الحالات .. والحب كما قلت .. سأفرد له مستقبلاً تدوينة مستقلة 🙂 ..
يسعدني مرورك عزيزي ..