مشكلة : نحن أم الخطاب الديني ؟؟
Posted جوان 12, 2009
on:التدخين حرام .. بإحصائيات مؤكدة التدخين يقتل .. بحسبة بسيطة لو افترضنا ان سعر علبة الدخان هو 10 ليرات سورية وحسب إحصائيات أن هناك
3 مليارات شخص يدخن علبة على الأقل يومياً .. إذاً يومياً تحرق 30 مليار ليرة سورية على أقل تقدير .. وهي كافية لميزانية بلد صغير لسنة كاملة ..
معلومات مثيرة للاهتمام ..
لكن .. يجب التفكير بها مع سيجارة .. هكذا موضوع يحتاج التركيز والتركيز يحتاج للتدخين ..
موقف بسيط وساخر ..
خرج المصلون اليوم بعد خطبة الجمعة التي تناولت التدخين والمعلومات المذكورة أعلاه .. وكلٌ في يده سيجارةً بعضهم يعلوه تفكير عميق بالموضوع .. والآخر لم يأبه .. فنفخ سحابة دخانه في الهواء ..
فالموضوع لا يتصل به بشكل أو بآخر .. إنما يتصل مباشرةً بالمريخين الذين يسكنون بالكوكب الذي يلينا !!
هل المشكلة في الخطاب الديني أم بعدم اهتمام الحاضرين؟
هل الخطاب الديني الفقير بالمعلومات المؤكدة والأسلوب المنفّر البعيد عن الإقناع والذي لا يراعي أياً من أصول التقديم والتحضير لموضوعه؟
أم الحضور (المصلين هنا مثلاً) الذي يأتي بدون قناعته (رغماً عنه) فيخرج أذناً من طين والأخرى من عجين ببساطة .. فهو هنا ينظر لساعته تارةً أو يسلم نفسه لنوم متقطع ..
ففي ذهنه هيَ ساعةٌ لا بد من انقضائها كيفما كان ..
لمَ لا أرى رجل الدين في حياتي اليومية؟ ضمن الحيّ الذي أسكن به؟ أليس من واجبه أن يشعرني بالثقة كي أستطيع أن أوليه ثقتي؟ أم الثقة قادمةٌ من منصبه الديني؟ لمَ لا يشاركنا في حياتنا الاجتماعية وأراه إنساناً حقيقياً؟
لا أراه إلا معتلياً المنصة بعبارات بين تهديدية وإرشادية جامدة.. وافتقارها للإقناع أولاً وللوسائل التوضيحية ثانياً ..
لمَ المواضيع تدور في فلك العقيدة والأمور الأساسية والتي تجرعناها صبيةً وتُعاد من ذلك الوقت؟
لم الحضور أغلبه كبار السن؟ أو صغار السن جداً .. الفئة الأكثر تأثيراً والأكثر قابليةً للتأثر غائبة ببساطة, فئة الشباب ..ببساطة للأسباب التي ذكرتها أعلاه ..
ما الذي يمنع من استخدم التقنية في تجديد ودعم الخطاب الديني (الإجتماعي الإصلاحي)؟
ببساطة دعهم يتبعون دورات تدريبية في كيفية تحضير الخطب الموجّهة (إجتماعياً) وكيفية إلقائها واستخدام التقنيات فيها بالتالي سيكسبون ثقة الحضور والذي سينتظرها كل أسبوع ..
عندها سيصبح لديهم قوّة مؤثرة في الحياة الاجتماعية بدءاً من التأثير على الفرد وصولاً للحي وانتهاءاً بالمجتمع ..
ما هيَ الأسباب الأخرى برأيكم؟ وماهيَ الطريقة الأفضل لإعادة تقويم الوضع الحالي؟
أنس
14 تعليق إلى "مشكلة : نحن أم الخطاب الديني ؟؟"

عزيزي أنس، الجانب الذي تطرقت إليه من كلامك مهم جدا. أتفق معك في ضرورة تواجد رجال الدين في المجتمع و تفاعلهم معه بشكل جدّي.
لقد تعلّمت هذه الفكرة من العمل الشرطي، إذ من المهم جدا أن يكون الشرطي متواجد في الأحياء و بين الناس لكي يسكب ثقتهم. يجب أن يكون واحدا منهم، يتحدث إليهم، يعرف مشاكلم، يُشعرهم أنه دائما بقربهم.
اما فيما يتعلق بالتدخين، فالخطاب الديني ليس مسؤولا عن حل كل مشاكلنا. الدولة أيضا تتحمل مسؤولية مكافحة هذه الظاهرة. خذ مثلا إمارة الشارقة في دولة الإمارات، قامت بمنع الشيشة أو الأركيلة في أي مكان عام. أما الدولة ككل فإنها تمنع التدخين داخل المولات أو المراكز التجارية منعا باتا، كذلك داخل السيارة و أماكن كثيرة أخرى.
الناس لا تفهم إلا بالقوانين الصارمة، أما النصيحة و الخطب العاطفية فهذه لا يمكن أن تؤثر على حياة الجميع.
دُمت إنسانا 🙂


بالتأكيد ….فإن ماشعرت به عقب خطبة التدخين هو جزء من واقع مرير تعيشه مساجدنا… لاشك ينعكس على واقعنا الديني.
فخطبة الجمعة ليست مجرد موعد إلزامي يجرنا إليه المجتمع وصورتنا أمام الأهل والجوار ونختبر فيه مدى قدرتنا على الصبر ودفع النعاس!!
إن مايفترض أن يكون عليه هذا الموعد المقدس…شيء غير هذا على مااعتقد !!
وحتى لاأطيل في توصيف المشكلة, باعتبارك وصفت جزءاً مهماً منها. انطلق للاجابة عن سؤاليك, فالأسباب تبدأ من الخطيب, الذي غالباً مايكون حافظاً مكرراً أكثر منه خطيباً مؤثراً. والبداية من اتجاهه نحو (مهنة خطيب جمعة).
فهو بلاشك -كمايتعامل كل مجتمعنا مع موضوع الدراسة- درس عدد لايستهان به من السنين ليحصل في النهاية على شهادة مزاولة مهنة,ولما كانت هذه المهنة قليلة الكسب فإن من يتوجه إليها في الغالب فاقد للطموح.
وسينعكس قلة طموحه هذا على خطبه وتواصله مع المجتمع. واما المصلين فإني بالتأكيد لاأعفيهم من مسؤوليتهم في ذلك, فهم مبلغون أمام الله, ولسوف يسألون. ولكن تبقى الكفة اثقل باتجاه الخطيب.
ومن هنا فإن الحل في أن يتجه أناس 1-ناجحون في حياتهم 2-مؤثرون في خطاباتهم 3- معنيون بالواقع ومتواصلون معه 4- لهم مهنهم الخاصة
إلى تعلم العلوم الشريعة ودخول مجال الإمامة والخطابة, وقد يكون الامر يصل إلى حد الواجب الشريعي على كل من يجد في نفسه القدرة على التطوير.
فيوم تجد طبيباً أو مهندساً أو تاجراً, إمتلك العلم الشريعي وعلوم الخطابة ويقف على منبر المسجد, يومها حتماً سيكون أثر الخطبة في المصلين, اكثر من مجرد صوت يطارد النعاس !


بصراحة أنت محق في كثير من كلامك
الخطباء الذين على مستوى قليلون جدا
قليلون جدا من يملكون توصيف الحالة بدقة ووضع العلاج
قليلون جدا من يملكون قدرة على إثارة الإنتباه والتركيز حتى آخر ثانية
قليلون جدا من لديهم موهبة في الكتابة والإلقاء …
قليلون جدا من خرجوا عن الخطاب التقليدي التراثي وتبنوا خطاب تجديدي ..
لكن في المقابل أيضاً وكما قال الأخ عوني ليس الخطباء مسؤولين عن مكافحة كل شيء سلبي في المجتمع وبشكل كامل
كل يوم جمعة تتجدد لي هذه الخواطر
يارب


المشكلة ليسست في الخطاب الديني ..
فغالبية المدخنين لا يتوقفون عن التدخين لو يأتي علماء الدين أجمعهم ليقنعونه بحرمانية التدخين أو مضاره ..
هو لن يتوقف عن اتلدخين إلا بحالة واحدة، مؤض يمنعه عن التدخين قصراً ، طبعاً إلا من رحم ربي ..
تحياتي


بداية أحيي صديقي أنس على كلماته تلك و اسمحوا لي بتلك المداخلة
المشكلة ليست في خطيب الجمعة فحسب و إنما هي مشكلة مجتمع بأسره ؟
عندما تطلق على نفسك مسلماً و تحتقر الآخر فأنت لست بمسلم
عندما تنادي بأعلى صوتك أنك مسلم و تسيء لنفسك بإسائتك للآخرين فإنك لست بمسلم .
أنت حينما تنظر للآخر ( و الذي ظلم نفسه بفعل مشين ) و كأنه قد كفر و تبدأ بفضحه و شل عرضه بين الآخرين فأنت لست بمسلم و الكثير الكثير .
من هذا المنطلق لا بد لنا أولا من هيكلة العلاقة التي تجمعنا كأبناء مجتمع واحد . ما هي علاقة الإنسان المتدين و الذي قد من الله عليه بذلك و بين الانسان ( الذي لم يذق حلاوة القرب من الله ) .
كان من الأجدى أن يمتزج العلم الشرعي الذي يدرس بعلم شرعي اجتماعي مستقى من أفعال رسول الله و صحابته الكرام و أن يتم اسقاطه على واقعنا المعاصر الذي نعيشه .
الخطيب في النهاية إنسان قد امتهن الإمامة ( ليس بهدف الإمامة فحسب و لكن لنية خالصة في قلبه لا يعلمها إلا الله ) و من المعلوم أن ليس كل مهنة امتهنها الإنسان يبرع بها من الطب و الهندسة و العلوم و قس على ذلك .
صدقوني دعونا أولا نبدأ بأنفسنا , لنتعلم احترام رأي الآخر , إن أخطأ فلان أن نساعده و نمد له يدنا بدلا من أن نشهر به و نفضحه على رؤوس الأشهاد .
أنت أيها المتدين تقرب من الآخر و اجعله يتذوق حلاوة ما قد اكرمك الله به
أن يا من لم تعلم مقدار حب الله لك و مدى اشتياقه لعودتك له أيها البعيد عد له و اعلم أن المتدين في النهاية إنسان إن أخطأ فهو إنسان , لا تلم كل المتدينين و لا تقل بأن الدين هو العلة .
أعتقد أن كلماتي تلك بعيدة قليلاً عن صلب الموضوع , و لكن بمجملها فهي تصب في مصلحته .
شكرا انس


Dear Friend….
Your post is so deep, cannot reply in English, I prefer to reply in my beloved language: Arabic…
Will be back to comment in Arabic God Welling…

جوان 12, 2009 في 7:52 م
انس
في البداية اوافقك بأن هناك فجوة بين المجتمع وبين الخطاب الديني أسباب تلك الفجوة كثيرة أهمها :
نظرة كل من الطرفين إلى بعضهما البعض
المتدين او صاحب الخطاب الديني ينظر للمجتمع على أنه فاسد فيبتعد عنه
والمجتمع ينظر إلى المتدين على أنه متحجر فبيتعد عنه أيضا
قد يوجد ما يعلل تلك النظرة من كلا الطرفين ولكن الأمر لا يتوقف عند هذه النظرة, فالأمور تبدأ هاهنا ثم يبنى على هذه النظرة افتراضيات كثيرة
وتزداد الفجوة ولا يستطيع اي من الطرفين التواصل ويحمل كل منهما الآخر الذنب
أنا لا ألوم احد الطرفين دون الآخر
فالمجتمع بظلمه للمتدين قد اجبره على ان يتخذ طرفا قصيا منه فدوما اصابع الاتهام تتجه نحوه وتلاحقه الشكوك وهو بدوره أي المتدين او صاحب الخطاب الديني عزل نفسه نتيجة تلك النظرة ولم يحاول أن يكسرها
والمجتمع يفترض أن صاحب الدعوة يتوجب عليه أن يأتي لحد عنده يعرض عليه بضاعة الدين بالأسلوب الذي يناسبه , إن صاحب الدعوة لن يكسب شيئا إن اخذت شيئا من بضاعته وكذلك لن يخسر شيئا إن لم تأخذ فهو لا يسأل على دعوته تلك من اجر
هل جربت انت ان تبحث عمن يمثل برأيك المعايير التي تحب أن تراها في صاحب الخطاب الديني ؟ !!
هناك تنوع كبير في اطياف اصحاب الخطاب الديني ولا بد انك ستجد من يمثل الخطاب الذي تريد ان تراه
إن الهوة الكبيرة بين المجتمع والخطاب الديني يجب أن تردم ولكن الردم لن يكون من طرف واحد
فما الفائدة من يد تمد ويد آخرى محجمه ؟
يجب ان يحاول كل من المجتمع واصحاب الخطاب الديني التقارب سوية ولا ينتظر كل واحد منهم ان يقوم الثاني بالمجيء إلى عنده
عذرا على الإطالة ولكنها مشكلة امة بأكملها
تحياتي
جوان 13, 2009 في 9:14 م
أولاً اسمح لي شكرك على ردك الجميل .. ونقاطك التي أثرتها ..
السبب يتقاسمه أهل الخطاب الديني بقسم كبير منه والمجتمع (نحن) بالقسم الباقي ..
عندما ينظر المتدين للمجتمع بأنه فاسد فهوَ فصل نفسه عن النسيج الاجتماعي وبالتالي لن يستطع التواصل معه بكل بساطة, بالتالي “الهدف الأساسي” لوجوده كمتديّن في منصبه “الدعوي” ..
عندما ينظر المجتمع للمتدين بأنه (نقي) ولا (يخطئ), الأمر الذي يفرض على المتدين عزلة جبرية تمنعه من الاختلاط .. (وجهة نظري ..)
كما أن هناك نقطة هامة أثرتها وهيَ الخطاب الدعوي الديني .. ما هي المكاسب التي تأتي للداعية أو المتدين عند عرضه للدين بطريقته الخاصة؟ أمر يحتاج .. للتفكير مراراً ويعرض له موضوع آخر ..
شكراً مرة أخرى عزيزي oubida