بعضهم أفطر علانيةً …والبعض لم …
Posted سبتمبر 10, 2008
on:مشهد :
اليوم , كان يوم لطيف جداً , خريفي بامتياز , الشمس متوارية خجلة من الصائمين المحتمين بكل شجرة في الطريق وأحيانا بضع من كتاب …
قررت بعد طول تفكير بأن الوقت حان … فالشعر طال وحان قطافه , ولا حجة لدي , فالشمس لطيفة والهواء عليل …
ذهبت …
الحلاق الذي أتعامل معه منذ فترة طويلة (مسيحي) … لطيف , ينعشني بقصصه التي لا تنتهي عن الاستثمار والدولار وزياراته لأمريكا … وآخر أخبار الأصدقاء هناك …
وصلت …
سلام متبادل … للجميع …
جلست منتظراً دوري لأغسل شعري قبل أن أتوجه (للسيشوار) وتجفيف الشعر !! …
خلال العملية , لحظت أن الجميع لا يدخن !!
استغربت … وعجبت …
في الأوقات العادية , حلاقي لا تفارقة سيجارته وبطريقة حميمية … وبعض المساعدين أيضاً … فناجين القهوة (السريعة) التي تدور على الرؤوس المقصوصة …
هو (مسيحي) , أي يستطيع أن يحتسي فنجاناً من القهوة في طرف المحل الكبير أصلاً أو بغرفته الخاصة يستطيع تدخين سيجارة يطارد بها الوقت الفاصل بين رأس وآخر …
إلا أنه لم يفعل …
بل وأثناء (القص) , جلس يسأل المساعدين ماذا يشتهون على الغداء … وطلب تحديد موعده (حسب العادة) على موعد إفطار المسلمين …
بصراحة … وبعد كل ما سبق …
احترمته أضعاف احترامي السابق له رغم قصصه عن الأمريكتين وأصدقائنا هناك وتوسعاته ومشاريعه , احترمته …
طوال طريق العودة … مبتسماً , أذكر عدة من مواضيع تتحدث عن الوضع في دمشق …
جرّب أن تمرّ بجانب الKFC (كنتاكي) في أبو رمانة في دمشق … ستلحظ أن الحجاب السمة المميزة للجالسات في المكان والطعام ينتقل من فم لفم … والدنيا رمضان …
أحد الأصدقاء , يقول : في الكويت … لولا صيامي وصيام أهلي من حولي , لنسيت أنه رمضان … في الشارع سترى … الأعجب والأعجب …
في أحد الرمضانيات التي مرّت منذ عدة سنين …
كان رمضان وكنت في الكلية … أذكر تماماً أحد الذين أعرفهم … فنجان القهوة والسيجارة لا تفارقه … وحيداً ضمن (المقصف) الخاص بالكلية …طبعاً , دوائر السيجارة لا تفارق كل نفس ينفثه في وجه الجالسين …
المشكلة هي : الإفطار العلني … ليس الإفطار ولكنها العلنية …
ربما افطارهم علانية هو تحدّي … بالمعنى الخاطئ … أو تعبير عن مراهقة مريضة ربما … أفضلها هكذا …
ولكن , أين مراعاة شعور الآخرين؟ أين مراعاة شعور الصائمين … شعورنا نحنُ؟
طبعاً دون الدخول لخصوصية مسلم أو مسيحي … الأمر يتعلق ب(الذوق) الأمر المفقود للأسف …
الرجاء من كل مفطر مجاهر , تحلّى بقليل من (الذوق) … أرجوك …
تحيّة لكل مسيحي بشكل عام ولـ(حلاقي) بشكل خاص …
جرّب أن تمر جانب أحد محلات الوجبات السريعة في حلب … لن تجد ! لأن محلات الوجبات السريعة تصبح إما محلات لبيع (غزل البنات الحلبي الشهير بالفستق الحلبي والقشطة) أو للطلبات المؤجلة لإفطار المغرب … فقط … دون أن ترى المفطرين في الشارع …
على جنب : صيام المسيحين , أليس بالأحرى بنا احترامه أيضا كاحترامهم رمضاننا وصيامنا ؟ فقط للتذكير …
(الموضوع ليس لحلب أو لدمشق أو للكويت … هو لحالات في مجتمعات مدنية في الأعم …)
أنس
سبتمبر 11, 2008 في 12:47 ص
..
واقع غريب .
سُبحان الذي أنزل الإحترام بالمسيحي ..
وسبحانه كيف ينساه المسلمون المفترض أنهم صائمون.!
المسألة أنس مسألة تقدير .. صيام الست من شوال كانت صديقتي تصومه .. و كانت أخرى لاتأكل عندها – مع أنه ليس شهر الصوم – لكن احتراماً لها ..
– المسيحين يصومون :$ ؟ أول مرة أدري .. متى ؟