Posts Tagged ‘أنس العلي’
نعبس ويبتسمون …
Posted فيفري 17, 2009
on:تذكرون عندما تحدثت عن ذلك اليوناني المبتسم الذي يؤمن بأنه (لا يكنس) بل (يحمي أهل بلده من الأمراض) …
في حارتنا شخصٌ مثله …
لم أره يوماً متذمراً من أكوام الأوساخ أمام أحد البيوت … ولا متذمراً من (شهريته القليلة) …
لم أره يوماً إلا ومبتسماً خجولاً …
أراه في مسجدنا يتبرع كما نتبرع بل وأكثر…
يغادره ويذهب لإكمال عمله … مبتسماً …
ينظف أطراف الشارع …
يحاول إبقاء الحيّ ناصعاً رغم أوساخ من يسكنوه …
وأجزم أنه أنظف من أغلبهم …
يعيش حياته مبتسماً …
في كل من ذكرت … لم يتجاوز مستواه الاجتماعي الحد الأدنى … ولا من الفقر خطه الأسفل … ومع ذلك يبقى مبتسماً رغم الدنيا …
أما نحن؟ … لدينا كل ما نملك … ومع ذلك نرتدي العبوس …
نعبس لضياع صفقة بمئات الألوف … يبتسم ل”25″ ليرة أبقاها من أمامه كإكرامية …
نعبس لضياع فرصة صغيرة في ترقية… يبتسم في عمله المتواضع …
نعبس من الدنيا … يبتسم للدنيا …
هذا حالهم وهذا حالنا …
لنبتسم قليلاً … 🙂 …قليلاً فقط …
أنس
رداءٌ أحمر … ودندنات …
Posted فيفري 13, 2009
on:- In: عبثيات وفقط
- 9 تعليقات
يقلّب الكأس بين يديه … يرقب التهام الشعلة لجسد سيجارته …
يلثمها وبنفس طويل … يغلق عيناه متخيلاً ما سيحدث بعد دقائق قليلة … وبذات النفس يخرج أسوداً … وينثر حزنه على شكل دوائر في الهواء …
تخيلها أمامه بردائها الأحمر … الذي أقسمت على رميه منذ العيد الماضي …
تخيلها بدندناتها المزعجة في المطبخ … وهي تعمل …
تخيلها وبكل ما يذكر … ولم يشعر بشيء …
حرّك خاتم يسارِه بعصبية …
ينظر إليها ويخبرها بأنه سيتركها لحساب امرأةٍ أخرى وأكثر …
يخبرها أنه انتهى معها … لم يعد يشعر بشيء وتلبدٌ كبير فيما بينهما …
تنفث القليل من الدمع … يخرج بطريقة مسرحية ويعود للمرأة الأكثر ويكمل حياته … وهنا تكون نقطة النهاية لهذه التخيلات …
أفاق من تخيلاته وهي أمامه جالسة … صامتة …
نفثت دموعها … وبحرارة …
عندها تساءل “أتعلم مسبقاً؟ أم ماذا؟ من المؤكد أنها علمت بما سأقول … ولهذا تبكي …”
انتشلته من حضيض فكره بورقة مليئة بالكلام الطبي البارد وفي النهاية خلاصة تقول “النتيجة : المرحلة الأخيرة من سرطان الدم” …
أغمض عيناه للحظات …
عاد للحظة البداية منذ النفثة الأولى والدائرة الحزينة الأولى التي رسمها …
أرسل للمرأة الأكثر ما مضمونه “انسيني … لن أكون لكي” …
خرج متأبطاً ذات الرداء الأحمر …
وكان يقرأ لها كأنه يقرأ للمرة الأولى والأخيرة معاً …
كان يطعمها للمرة الأولى والأخيرة معاً …
يسمع دندناتها في المطبخ للمرة الأولى والأخيرة معاً مستمتعاً …
كانا يفعلان كل شيء للمرة الأخيرة … فلا فرصة لفعله مرّة أخرى …
هيَ ماتت بين يديه … وهوَ أصيب بذبحة عاطفية …
ومنذ ذلك الوقت … كلّما رأى رداءاً أحمرَ …يصيبه في مقتل …
من وحي Paris, Je T’aime – story cinq
أنس
بعضهم أفطر علانيةً …والبعض لم …
Posted سبتمبر 10, 2008
on:مشهد :
اليوم , كان يوم لطيف جداً , خريفي بامتياز , الشمس متوارية خجلة من الصائمين المحتمين بكل شجرة في الطريق وأحيانا بضع من كتاب …
قررت بعد طول تفكير بأن الوقت حان … فالشعر طال وحان قطافه , ولا حجة لدي , فالشمس لطيفة والهواء عليل …
ذهبت …
الحلاق الذي أتعامل معه منذ فترة طويلة (مسيحي) … لطيف , ينعشني بقصصه التي لا تنتهي عن الاستثمار والدولار وزياراته لأمريكا … وآخر أخبار الأصدقاء هناك …
وصلت …
سلام متبادل … للجميع …
جلست منتظراً دوري لأغسل شعري قبل أن أتوجه (للسيشوار) وتجفيف الشعر !! …
خلال العملية , لحظت أن الجميع لا يدخن !!
استغربت … وعجبت …
في الأوقات العادية , حلاقي لا تفارقة سيجارته وبطريقة حميمية … وبعض المساعدين أيضاً … فناجين القهوة (السريعة) التي تدور على الرؤوس المقصوصة …
هو (مسيحي) , أي يستطيع أن يحتسي فنجاناً من القهوة في طرف المحل الكبير أصلاً أو بغرفته الخاصة يستطيع تدخين سيجارة يطارد بها الوقت الفاصل بين رأس وآخر …
إلا أنه لم يفعل …
بل وأثناء (القص) , جلس يسأل المساعدين ماذا يشتهون على الغداء … وطلب تحديد موعده (حسب العادة) على موعد إفطار المسلمين …
بصراحة … وبعد كل ما سبق …
احترمته أضعاف احترامي السابق له رغم قصصه عن الأمريكتين وأصدقائنا هناك وتوسعاته ومشاريعه , احترمته …
طوال طريق العودة … مبتسماً , أذكر عدة من مواضيع تتحدث عن الوضع في دمشق …
جرّب أن تمرّ بجانب الKFC (كنتاكي) في أبو رمانة في دمشق … ستلحظ أن الحجاب السمة المميزة للجالسات في المكان والطعام ينتقل من فم لفم … والدنيا رمضان …
أحد الأصدقاء , يقول : في الكويت … لولا صيامي وصيام أهلي من حولي , لنسيت أنه رمضان … في الشارع سترى … الأعجب والأعجب …
في أحد الرمضانيات التي مرّت منذ عدة سنين …
كان رمضان وكنت في الكلية … أذكر تماماً أحد الذين أعرفهم … فنجان القهوة والسيجارة لا تفارقه … وحيداً ضمن (المقصف) الخاص بالكلية …طبعاً , دوائر السيجارة لا تفارق كل نفس ينفثه في وجه الجالسين …
المشكلة هي : الإفطار العلني … ليس الإفطار ولكنها العلنية …
ربما افطارهم علانية هو تحدّي … بالمعنى الخاطئ … أو تعبير عن مراهقة مريضة ربما … أفضلها هكذا …
ولكن , أين مراعاة شعور الآخرين؟ أين مراعاة شعور الصائمين … شعورنا نحنُ؟
طبعاً دون الدخول لخصوصية مسلم أو مسيحي … الأمر يتعلق ب(الذوق) الأمر المفقود للأسف …
الرجاء من كل مفطر مجاهر , تحلّى بقليل من (الذوق) … أرجوك …
تحيّة لكل مسيحي بشكل عام ولـ(حلاقي) بشكل خاص …
جرّب أن تمر جانب أحد محلات الوجبات السريعة في حلب … لن تجد ! لأن محلات الوجبات السريعة تصبح إما محلات لبيع (غزل البنات الحلبي الشهير بالفستق الحلبي والقشطة) أو للطلبات المؤجلة لإفطار المغرب … فقط … دون أن ترى المفطرين في الشارع …
على جنب : صيام المسيحين , أليس بالأحرى بنا احترامه أيضا كاحترامهم رمضاننا وصيامنا ؟ فقط للتذكير …
(الموضوع ليس لحلب أو لدمشق أو للكويت … هو لحالات في مجتمعات مدنية في الأعم …)
أنس
ومات الحمار , في عيونٍ أخرى !!!
Posted سبتمبر 9, 2008
on:
إنسان مرّ … وترك لي أثراً …