بقليلٍ مِن … تستطيع …

Posts Tagged ‘سائق

التصرف الإنساني لا حدود له ..

فعلٌ بسيط .. فقط.. يجعلك تعبق إنسانيةً ..

وكما يقول صديقي باسل:

“وقت كنت أطلع بالباص ..كنت أضيف الشوفير دروبسة

وأحيانا وقت كنت أمر من جنب شرطي _ وطبعا نحن عنا الشرطي مكروه _ كنت كمان أضيفو دروبسة

بتعرف …عنا بالحارة عامل نظافة مرة مديت ايدي أصافحو .. قللي معلش والله ايدي متوسخة من الشغل ..قلتلو لأ معلش بدي صافحك …بس بتعرف ليش بحب صافحو؟؟؟؟؟

لأنو مرة شفتو بعد صلاة الجمعة عم يتبرع لإنشاء مسجد

هي الإيد يللي قللي أنو هي متوسخة ..أنا بعتبرها أنضف ايد بالعالم”

جرب أن تقوم بحمل القليل من السكاكر معك ..

قم بإعطاء سائق الميكرو إحداها .. ومرر الأخريات للركاب الآخرين ..أشعر بأنك إنسان ..

قم بإعطاء شرطي مرور .. حلوى وأرفقها بـ”الله يعطيك العافية” .. ستدمع عيناه .. ورأيت الدمعة تسيل ..

..

لن أعلّق على عامل النظافة .. ببساطة .. أقف إجلالاً وبابتسامة لكل عامل نظافة ..

طوبى .. طوبى .. طوبى .. لمن كان يومه هكذا .. طوبى للإنسان ..

دمتم بخير .. وأكثر ..

أنس

الساعة الآن تحاول تخطّي الثانية بعد منتصف الليل بقليل من النجاح …

أسارع الخطى عوداً من ليلة رمضانية و(أرجيلة) وحديث مطوّل مع الأصدقاء …

أرى ذلك الكائن الأبيض الرابص في الزاوية الخالية إلا من بعض السائرين بين ستائر الليل , أملاً في الوصول لباب الدار … للحاق بعض لقيمات السحور المباركة ومن ثمّ الخلود لنومٍ ويومٍ جديد …

صعدت …

اتخذت مكاناً وجلست … لم يكن فيه إلا أنا وشخصٌ آخر …

تتالت الأصوات , وبدء الباص بالإمتلاء تدريجياً … تثاؤبات السائق مع ضجة بدأت من الخلف والصوت يعلو والتثاؤب يزداد …

وأنا انظر للساعة بين الدقيقة والأخرى … اقتربت الساعة من ال2 ليلاً والتثاؤب مستمر والضجة مستمرة …

عندها أحد الجالسين في الخلف : “ايمت بدك تمشي معلم؟ تأخرنا , بدنا نلحق نرجع عبيوتنا ونتسحر “

رد المتثائب ” الأمر مو بأيدي … الشغلة بأيد المراقب , احكي معو ”

علت الهمهمات … عندها أعطي إشارة الإنطلاق وانطلق …

طوال طريق العودة والنقاش محتدم , بكل ديمقراطية , شخص برأي , يبدي الرأي ويستمع للآراء الأخرى …

ضربت امثلة …

ونوقشت تلك الأمثلة …

شاركت أنا وشارك السائق ومن بجانبي شارك أيضاً …

الباص بمن فيه دخل حلقة النقاش …

بعضهم مع الباص والآخر ضده … البعض يتحسّر على أيام (السرافيس) والآخر يبين فوائد (باص مستثمر خاص وصيني) …

الكلّ مقنع كان …

واستمر … النقاش …

إلى أن وصل موقف البيت … عندها ترجلت …

بنظرة إلى وجوه الجالسين … تعلوهم بسمة … كأنهم قاموا بعمل كبير أو أداء مُرضي …

ببساطة النقاش وتواضع المجلس … تمّ نقاش جميل بكل الجوانب …


ما يهمني من القصة …

يقولون أننا شعب لا نعرف الديمقراطية … والديمقراطية لها مكان أو اثنين فقط …

أرد , شعبنا متحضر … وديمقراطي ويسمع الرأي الآخر … مهما كان الحاضن لهذا الرأي وأينما وُجِد هذا النقاش …


أنس

تكسي سوري

الساعة تشير الآن لاقتراب الثلث الثاني من النهار على الانتهاء …

حرارة الطريق ووهجه , يجعلني أتطلع لوسيلةٍ أرتمي فيها … وأترك لمخيلتي قياس المسافات ما بين الموقع الحالي وما بين غرفتي …

بعد عدة محاولات … استقررت في إحدى الصفراويات …

أسندت ظهري للمسند ال(مُرجع) للخلف عدة إنشات …

وضعت حزام الأمان – وإن كان بطريقته (السورية) الجديدة … لن يُأمن حتى على نفسه …

الطريقة بأن يربط دون الخصر ويُوضع من طرفه لطرفك … أي براحة تامة وبأمان مفقود …

أول نظراتي لعداد النقود , لأرى إن تم تعديله على القيمة القديمة لسعر تداول البنزين أم الأقدم منها أم الجديدة أم الأجدد منها …

لم أفلح … لكتامة زجاجه !

سألته :”ما هي (نسخة) التعديل؟, القديمة بل الأقدم أم الأجد؟”

رمقني بنظرة لم أستطع تفسيرها … سألني “شو بتشتغل أستاذ؟”

أجبته “هندسة حواسيب , سنة خامسة”

فرقّت بيننا عدة من دقائق … أعدت السؤال في داخلي وأجبت أيضاً … أعجباً , أسببت؟أم اقترفت ذنباً …

في غمرة الحديث الداخلي …

سارع بالقول “في القانون , (مشدداً على القانون) أنت كمواطن , ليس عليك أن تدفع إلا مايشير له العداد !”

أجبته “ولكن سعر البنزين قد زاد بنسبة معينة”

أعاد الجواب “بالقانون , ما بيصير هالشي وإلا كيف العالم بدها تركب تكاسي!”

أعدت سؤالي”يا أخي , السائق مواطن هو الآخر , فإذا هو يدفع فرق السعر دون تحصيله …”

وبنفس الوتيرة “بالقانون تستطيع أن تدفع فقط ما عليك دفعه ..”

بذات الفكرة … يُعيد ويُعيد ولا منطق …

عندها علمت أن النقاش مستحيل … فآثرت الصمت وانزويت معاوداً حسابَ فرق المسافة التي لا ينتهي …

سمعت عدة مقتطفات من حديث لم أركّز فيهِ … وكانت حولَ “المازوت” – “المواطن” – “الشوفير” – “السرفيس” – “خمس ليرات” – “عشرون ليرة” – “حلب” – “دمشق” …

بيني وبين ذاتي علمت أنه هناك خيارين إمّا أنّه من جماعة القبظة , أو أنه سائق قد دفع للتو مخالفةً جعلت للقانون في عقله مسكناً دائماً …

وصلت لباب منزلي … نظرت للعداد … ابتسامة عريضة …

لا هذا ولا ذاك …

الشب معدّل عدادو لحالو وزايد 15 ليرة عن العادية …

وليحيا القانون …


((لحفظ الحقوق : الصورة أُخذت من موقع عكس السير ))

أنس

1-6-2008


للإنسان الذي يمرّ من هنا … عبقك … يبقى …

الصفحات

انستغراميات ..

لم يتم العثور على صور على إنستغرام.

مرّ من هنا

  • 59٬883 إنسان ...

في ذمّة التاريخ … ستلحظ …

ماي 2024
د ن ث ع خ ج س
 1234
567891011
12131415161718
19202122232425
262728293031