بقليلٍ مِن … تستطيع …

Archive for مارس 2009

بعد غياب فترة لا بأس بها عن التدوين وعن أصدقائي المدونين ولا مانع إلا الخير والإنشغال الSuper …

أريد منكم يا أصدقاء أن تتخيلوا معي الموقف التالي في الساعة الثانية بعد منتصف الليل, الشوارع مقفرة إلا من أحدهم أضاع سيارته السوداء, توقعت له الخرف في عمره الكبير ولكنه كان محقاً أغلب الظن فكان يبحث عن سيارته بلهفة وسوداء ينادي !!

وبعد الأحاديث الكثيرة عن حلب وتوأمتها شيكاغو في الحوادث الأخيرة من سرقات مسلحة وعمليات قتل, أشرت لأول وسيلة تقلني …

استعنت بالله على هذه الليلة …

سبحان الله لبعضهم سحنة (غير مطمئنة بأي شكل من الأشكال), بادرني بالسؤال” أستاذ, شو بتدرس حظرتك؟” “مهندس” ” مهندس شو أستاذ؟” “مهندس كمبيوتر” “شغلتك فاظية!!!” طبعاً أنا هنا نظرت له من الأعلى للأسفل ومن اليمين لليسار, واستعنت بالله من جديد …

عاود الحوار قائلاً “بدي مهندس أرض أو بيفهم بالأرض ابن عمّي” وطبعاً تبعاً للعلاقة التي تربطنا ل7 دقائق خلت, أصبحت ابن عمه والله اعلم في نهاية الطريق ما سأكون؟!

“ابن عمّي, أنت مهندس وبتفهم أكيد” بلهجة شبه متهكمة ومحاولة منه لاستنهاضي وردي بكلمات كـ”طبعاً, وشو رأيك أنت, وبفهم أحسن من كل مهندسي البلد” وإلى آخره من العبارات الكلاسيكية في استنهاض الهمم وإعلاء مستويات الادرينالين في الدم, رددت قائلاً “لا والله يا معلم ما ضروري…”

وساد الصمت بيننا تخترقه زقزقة عجلات سيارته التي تراوح يمنة ويسرة وظناً بأنها أخذت من كحوليات منتصف الليل ما يكفي لطرحها ولكنها تودّ المسير ثابتةً وربما “ابن عمّي السائق” شاركها في بعض هذه الكحوليات !!!

لم يستسلم بعد كل هذه البدايات الغير موفقة لبدء الحديث وقرر صاحبنا أن يدخل فيه مباشرة فالسؤال أتعب عقله بحثاً عن إجابات تشفي غليله, ” ابن عمّي هلأ هلأ معقول بيقدروا يحفروا الأرض بسنتين” نظرت له “اي, ليش؟” قال “الروس عم يقولوا حفروها ووصلوا لجهنم” أردف قائلاً بعد تفكير عميق مصطنع “أصلاً شيخي قاللي “البني آدمين اللي عم يحترقوا بجهنم في وحدة بيناتهون مرة (امرأة) بتصيح مرتين وبينهم واحد عم يحكي بلغة أجنبية, والله يا ابن عمي سمعتهم, هيك شيخي قلّي””

“حسبي الله ونعم الوكيل, أخي بس ترجع على البيت ادخل عالحمام وشغل الصوبيا وافلت عليها المازوت, بتسمع صوت عالم عم تصيح وركز يمكن تطلع نفس المرة (الامرأة) وصاحبك اللي بيحكي بلغة أجنبية” في هذه اللحظة علا الحماس وجهه وجسمه والمقود وأكاد أقول السيارة “ليش شيخي ليحكي هيك؟ شو مصلحته شيخي؟” رددت ” شو بيعرفني؟ ضروري كل شي بيحكيه يكون صح؟” “اي والله يا ابن عمي, هداك اليوم (انا هنا قلت في نفسي حسبي الله ونعم الوكيل دخلنا بالسيّر وسيّر السائقين أنتم أعلم بها) كنت قاعد مع الوالدة, الله يخليلك والدتك, قلتلها يوم (يوم: هي كلمة تعبر عن الأم في لهجة أهالي حلب) معقول يوصلوا للكهوف النارية بنص الأرض وما تحترق المسجلة اللي سجلوا فيها الأصوات” عندما ذكر المسجلة لم استطع منع الضحكة من الافلات مني بل ومتدت إلى قهقهة وأعتقد أنها عكرت صفو من يتحدث عنهم ومن سُجلت أصواتهم …

بصراحة وبعد وصولي للبيت, ظل موضوع المسجلة يشغل تفكيري للحظة التي كتبت بها هذه التدوينة!

جد, كيف قدروا يسجلوا الصوت وما ذابت أو احترقت المسجلة 🙂 بس ما بيهم, هيك شيخه قلّه !!!

أنس


للإنسان الذي يمرّ من هنا … عبقك … يبقى …

الصفحات

انستغراميات ..

لم يتم العثور على صور على إنستغرام.

مرّ من هنا

  • 59٬883 إنسان ...

في ذمّة التاريخ … ستلحظ …

مارس 2009
د ن ث ع خ ج س
1234567
891011121314
15161718192021
22232425262728
293031