بقليلٍ مِن … تستطيع …

Posts Tagged ‘مات الحمار

كلكم تعلمون قصة الحمار الذي مات …

صديقي الذي كان معي في ذات الموقف , تكلم عن ذات القصة برؤية أخرى …

من هنا , تفضلوا لنكهة أخرى …

لمراجعة قصتي أنا … من هنا


أتمنى منكم إبداء الرأي …

أنس

مشهد 1 :

نمشي وحفنة من الأصدقاء في طريق لا ينتهي طوله … ظلامه يهزّ مكامن الرعب في النفوس …

الطريق يحاذي من طرف ,سكة قطار فارغة وموحشة…

ومن الطرف الآخر أبنية من عهد ترف السبيعينيات … الحجر والشجر … يشهدان …

ظلال مختلفة تتماشى , سيارات مسرعة تلقي تلك الظلال على حافة الرصيف … ومن ثم تختفي …

مررنا جانب جامع … يسكنه الصمت … وظل يمشي … وحيداً …

مررنا بتلة , يقال أنها الأعلى في حلب , تعالت الأصوات بعلو التلال الأخرى … ولكن بعد أن مررنا بها … انتهت التلة … وعاد الصمت …

بناء عتيق … وجداً …

طوابقه العليا عارية من شباك أو باب … ظلام كثيف يبتلع الضوء والصوت …

صوتي يعلو “تخيلو وجهاً … تملؤه الحفر … يقف عند حافة تلك الأبواب وبمرور أحد العربات اللاعابئة بهدوء المنطقة … سيعلو الخوف على الوجوه والوجم على الوجه المحفور” … لم أنهِ جملتي … حتى علا صوت كلب في ذات المكان ومن الفئة البوليسية … وبلا رابط يربطه لشيء جامد … لوهلة صمتنا .. وعاودنا المسير وكلٌ بمخيلته الشيء الكثير … والصمت عاد ليغطينا …

بعد أن تجاوزنا النباح … بناء بعيد … أضواء بعيدة … وصوت صديق يقول “هذا ميتم لأطفال مادون الخامسة”

المنظر من عندنا مرعب … فكيف من وجوه الأطفال ؟ مرعب أكثر أكاد أجزم …

أكملنا المسير إلا أن استوقفنا … مشهد …

به عنوان المشهد …

المشهد2

صوت العربة المتتالي أصبح أكثر إزعاجا … والليل أصبح يلقي بظله على الأنحاء …

قال لنفسه : “لم يبق إلا حاويتان وأعود للبيت”

صوت حشرجات للحمار لم يلقِ لها بالاً …

وصل لحاوية … الأوساخ …” يالأصحاب الجوار … لم يتركوا بعضاً من طعام ولا شراب …”

علت الفرحة على عينيه … فقد وجد قطعة من (المعروك) تركها أصحابها , فقد امتلأت البطون ولم يعد (للمعروك) مكان في البطون المتكورة … وأصبحت في الحاوية تسكن إلى أن تلقتها يده …

قربّها من فمه …فتح فمه …

تذكر طفله … وضعها في جيبه وأكمل … البحث …

وجد بضع قطع معدنية وعلب من الكولا … وضعها جانباً …

“ياكريم” علا صوته … فقد وجد قطعة من طعام (يصلح للأكل) برأيه …

طاف شبح طفله الجائع مرة أخرى … وفرحته بغنيمة اليوم …

هروب الشبح في خياله كان من صوت رطمة بالأرض وحشرجة أخيرة …

وبدأ المشهد الذي به العنوان يبدأ …

المشهد3

بعد الضحكات التي تلت موقف النابح في الظلام واستعجالنا في المشي لسبب (تأخرنا) فالساعة قاربت منتصف الليل وليس سبب آخر كالكلب مثلاً…

صوت الرطمة …مزّق الضحكات بعنف …

التفّت أعناقنا …

وقفنا … تأملنا … لم تسعفنا الكلمات …

كان يقف فوق حماره … يحاول أن يوقظه … أن يحركه … أبى الحمار , أراد الاستراحة الأبدية … فمسير الحاويات لم يعد يناسبه … ربما حسب أن السماء قد تكون أكثر راحة … فأسلم لها روحه وترك صديقنا وحيداً …

محاولات متتالية منه للإيقاظ … لم يستيقظ …

بعد أن عض صديقنا على شفاهه … وملأت الحسرة قلبه الصغير المليء أصلاً بحسرات … وحسرات …

بدء عملية فك العربة عن الحمار (الميت) … فالطفل ينتظر في المنزل … والطعام لن ينتظر الحمار …

هنا قال صديقي … دعوه … فلن يفيده منظر 3 من (المبحلقين) في قتامة الموقف …

عاودنا المسير … وفي ذهني ارتسمت تفاصيل ما كتبت …

ومات الحمار …

أنس


للإنسان الذي يمرّ من هنا … عبقك … يبقى …

الصفحات

انستغراميات ..

لم يتم العثور على صور على إنستغرام.

مرّ من هنا

  • 59٬883 إنسان ...

في ذمّة التاريخ … ستلحظ …

ماي 2024
د ن ث ع خ ج س
 1234
567891011
12131415161718
19202122232425
262728293031