بقليلٍ مِن … تستطيع …

Posts Tagged ‘سيجار

صمت … زرعته الآهات المتتالية ..

تتقطع الكلمات, والقلب يعتصره غصّة ..

لم يجد إلا الصمت ليلوذ به من عاصفة الحزن الذي رفعت وريقات المشاعر المتساقطة على أرض النسيان بوحشية تامة ..

بحث عن الأسباب بين الأوراق المصفوفة بعبثية على طاولتك التي لم يمسحها منذ الأبد .. تذمر بأنه لم يجدها.

ولم يستطع يوماً أن يجد وقتاً لترتيب تلك الكومة!

حاول التركيز قليلاً وسط الفوضى .. عاوده الصداع الذي يقسم الرأس لقسمين! تمتم “لا استطيع التفكير!”.

بمحاولة يائسة للابتعاد عن حالة الاختناق, خرج ليحاول استنشاق الهواء النقي بين نفثات سيجاره العتيد ..

يرسل بصره للأفق الممتد مخترقاً سحب الدخان الذي ينفثها كل حين ..

“لمَ؟” رافعاً رأسه مستفسراً وسائلاً السماء علّ الجواب يُرسل بطريقة شبه إعجازية .. تنبّه بأن سيجاره قارب على الانتهاء والحرارة بدأت تكوي أصابعه الحاضنة له.

تمتم ببضعٍ من الكلمات البذيئة التي أقسم على عدم تكرارها! ولكن الموقف يستدعي, برر لنفسه!

من الأفضل أن أذهب وأخرج .. اخترق البيت وصولاً لشارعه العريض, يالبشاعة المنظر, قلبوا الأرض واستخرجوا أوساخها وجعلوا السماء تلوح بالسواد لقتامة الرائحة!

“لعنه الله عليهم, يعلمون كيف يفسدون الأرض والسماء!”

من قوة الرائحة شعر برأسه يدور ولكنه أيضاً شعر بنفسه للحظات, شعر بوجوده, ما الذي يفعله, كيف حدث ولمَ حدث, أهو راضٍ عن الطريقة التي يعيش يها؟ عالةً على أحلامه؟ شريط ذكرياته عاد كقطار سريع يتوجه بعكس الصورة!وهو يلصق وجهه بشباكه محاولاً استرجاع اللحظات التي تمر أمامه كرسوم متحركة!

“لا” صرخ بعدما رأى الصورة كاملةً … عندها ارتفع رأس العامل الملطخ بالبلاهة وأشياءٌ أخرى سائلاً إياه “خير معلّم؟ إن شاء الله مافي شي؟”

ابتسم متخيلاً المنظر السخيف الذي وضع نفسه فيه, وابتسم قائلاً “أشياء اكتشفتها تستحق تلك الصرخة لا أكثر .. عمرٌ أُهدر لا أكثر .. أحلامٌ اُغتيلت لا أكثر .. وأنا غبي لا أكثر!”

لم يجد العامل إلا أن يبتسم ويهزّ رأسه علامة على عدم فهمه لكلمة مما قيل! ومن ثم تركه مكملاً نبش الأرض وتعكير السماء ..

أنس

وحدهون …
متفردان , عاشقان , جميلان ببساطة …
حركاتهما متناسقة …
كلماتهما , بذات الحروف تخرج للعالم , يسبقها تارةً وتسبقه تارّات أخرى …

ينطقان ذات الكلام , ذات المشاعر …

اثنان كزهرتي بيلسانٍ على جبل بعيد في السماء , بعيداً عن الصخب , بعيداً عن الضجيج البشري …

وحدهون …

بوجهين متوردين … ينظران للقمر … كلٌ منهما يرى الآخر في انعكاس ملائكي على ذات القمر … وقمر …

ليلتهما , كانت … وبصحبة سيجار فاخر …

تلاها القليل من العتاب , ووعود بعدم الاعتياد …

نفخات من فمين … صغيرين …

حلقات خاوية في الهواء …

رسم لها قلباً … أرسلت له سهماً …

ومن ثم …

احتضنها … وأكمل سيجاره … في السماء …


من وحي :”وحدهون بيبقوا متل زهر البيلسان …

وحدهون بيقطفوا وراق الزمان …

بيسكروا الغابة …

يا زمان … يا عشق داشر فوق هالحيطان …

يا ناطرين التلج … ما عاد بدكون ترجعوا؟ صرّخ عليهون بالشتي …


أنس


للإنسان الذي يمرّ من هنا … عبقك … يبقى …

الصفحات

انستغراميات ..

لم يتم العثور على صور على إنستغرام.

مرّ من هنا

  • 59٬883 إنسان ...

في ذمّة التاريخ … ستلحظ …

ماي 2024
د ن ث ع خ ج س
 1234
567891011
12131415161718
19202122232425
262728293031