بقليلٍ مِن … تستطيع …

Posts Tagged ‘تخرج

عقرب الثواني يتهاوى أمامه بسرعة غريبة, يمعن النظر ليرى … أخداع بصر أم أن الساعة أعلنت اختصار ثوانيها للنصف, يرفع نظره لكومة أمامه, مستقبله بين هذه الكومة, سويعات تفصل بينه وبين تقرير مستقبله الأكاديمي, الكومة تحتاج لأيام لا سويعات …
يرجع بكرسيّه للخلف … يستسلم لبراثن تنهشه من الداخل وضيق يطغى عليه حتى يكادُ لا يستطيع تنفساً ولا حتى تفكيراً …

يرقب نظرات الأطباء محاولاً استقراء حالته واحتمالات شفاءه, لا أستطيع القراءة من العيون الجامدة التي لا تعكس إلا ما تراه أمامها, ينظر لوالده وعبوس شديد يطغى على وجهه, فجاةً صوت والدته يعلو بعويل يخترق سريره وقلبه, يقبض بيده المعلقة على طرف سريره, يغلق عينيه متمنياً أن لا يعاود فتحهما أبداً …

تلتقط هاتفاً يرنّ, بلهفة شديدة تسأل عن أخبار البحث عن صغيرها, أمن جديد أو طرأ شيءٌ؟ تغطي الرجفة على كلماتها فلا عادت مفهومة, والصوت المقابل لها, يخبرها باستحالة إيجاه بعد هذه المدة, أمعقول؟ أمازال حياً …
تردّ بعصبية, حيٌّ هوَ!!!من ثمّ ترفع السماعة وترميها للطرف الآخر من الغرفة, تتهاوى مجهشة بالبكاء وتدفن نفسها وسط دموعها …

بلمسة سحرية … بقليل من الأمل …

أعاد كرسيّه للأمام … بهمته المتفجرة, أقام الكومة وبنشاط منقطع النظير أعاد تشكيلها … نظر للعقارب, عادت لسيرها البطيء معلنةً سلامها المؤقت مع وقته, شعور بالفرح يطغى والتشكيل يأخذ صورته النهائية ومستقبله أصبح بيديّه يُبدَع !!

يعاود فتح عينيه على حضن دافئ وابتسامة تكتسح كيانه … ووردة صغيرة تزيّن سريره الأبيض, همست له والدته, صغيري نحبّك, أجعل أمَلك في الله, كبير … الاعمار بيد الله, حاول الاستمتاع بما بقي ونحن هنا معك …
يطوّرون أدويةً لمكافحة معاناتك … ابتسم, علت ابتسامته وفي سرّه نادى ربّه عاقداً أمله به …

بين الدموع, شعرت بدفء قلبها … إنها تشعر به, نعم … إنها تشعر بحركاته وتكاد تجزم برائحته …
أمل يغمرها بإمكانية إيجاده مرّة أخرى … تعاود التقاط السماعة ووالثقة تعكس نفسها في الكلمات التي تواجه كل وكالات البحث والمفقودين … ستجده, واثقة هيَ وأملٌ طاغٍ بعودته …

أنس

في اللحظة التي علت فيها القبعات عالياً …

حلّقت وعادت …

صرخات الأصدقاء وضحكاتهم …

(زلغطة) الصديقات …

دموع الأهل … وقوفهم للموقف …


هكذا … انتهى حفل تخرجنا … في تمام الساعة 12 ليلاً … يوم السبت 18\10\2008 …


مجموعة من (العرسان) كما وصفونا , لترسُمِنا الزائد , (طقم وكرافة) …

ابتهاجنا …

انتظار طويل كان لبداية البروفات … والتي لم تكن ! نزلنا لنقوم بها … أخرجونا أمام الناس , فكانت بروفتنا هي الواقع ..

موسيقا الخروج , جميلة جميلة جميلة … اختارها أحد الأصدقاء وأبى إلا أن تكون (موسيقا هارفرد لتكريم الخرّيجين) …

مع نقر الطبول , يهتز قلبك … موقف عظيم … يتتالى المهندسون , الواحد تلو الآخر … يلّوح للجميع … ومن ثم يدخل للصالة …

يستقر بمحله … يكمل اهتزاز قلبه وفرحة تعتصرها دمعة لن تنهار في هكذا موقف …

يراقب زملاءه الذين يخرجون … (أهكذا خرج؟ جميل كان) …

جلسنا … بعض الحركات التي لم نمل منها … زميلتنا سحر تترجانا بأن (نجلس عاقلين) بعد أن وصفوها (بالحبابة) من أجل أن تضبطنا وخاصة أننا (الحواسيب) من أكثر أقسام الكلية (مشاكسةً) …


فيلم عنّا نحن … عن الكلية ورحلة المهندس من دخوله لخروجه من كلّيته …

صورنا كانت أكثر … وذكرياتنا أكثر وأكثر …

ضحكات وصفير كلما ظهرنا في صورة …

حمدنا الله على بعض الصور التي لم تظهر … أمام أهالينا وأما كل الزملاء من المهندسين وأمام المسئولين …

فيلم جميل … ومن إخراج (باسل) , سلمت يداك …


كلمات كثيرة ألقيت … لم تعبر إحداها عنّا …

كانت للرؤوس الأكبر … راودني إحساس تصفية حسابات وتقبيل أكفٍ في صيغة أحرف …

وتلاها دروع نحاسية …. أحدهم يقدمها للآخر … ومن ثم الآخر يقدمها لأحدهم … وهكذا إلى أن ملّ أحدهم والآخر …


تكريم الخريجين الأوائل كان … (كل خريج متفوق من الحواسيب) يسبقه (صفرات وتصفيق حار) …

(طابعة) كانت الهدية ! وزميلي يبحث عن مبيع لطابعته القديمة , الآن يعرض الاثنتان بسعر واحدة … 🙂

تلبك سحر مع كل استدعاء لتكريم أو درع تقدّمه …

صرخات (فرهاد) من الوراء … وتتلوها ضحكات المحيطين به …


وصلة غنائية …

خرجنا للهواء …

حالنا مزري من مكيفات لم (تبرّد) حتى نفسها …

والحماس يزيد الجوّ حرارة عما هو عليه …

الأهالي في الطابق العلوي … يكتوّون … صابرين …


عدنا مع صباح فخري …

الخريجين , الحضور … قاموا … ولم يقعدوا …

غنّى والكل ردد …

قمنا وحفنة بأداء الواجب مع تمايلات على صدحات صباح …

الكاميرات والأيدي احتارت بيننا وبينه …

وقف …

الحضور صاح (عيدها عيدها) … اعتذر بكل لباقة …

حيّا الجمهور وحيّا الخريجين …


بعدها تم قطع كعكة ضخمة … لمن ؟ لا أحد يعلم …

اقترح أحد الأصدقاء , كون الكعكة هي عبارة عن لوح جبصيني أو لعبة ما … يغرس بها سيفاً … يصفق الحضور … وتعود للكواليس …

مبدع بتفكيره !!! (سأتعهد حفلاً قادماً وأقوم بالمثل …)


بدء النداء على الخريجين … بالتتالي , الاتصالات فالتحكم والالكترون ثم الآلات والقدرة … وأخيراً الحاسبات …

عندما نطق باسم قسم الحواسيب … علت (زلغطة) بناتنا …


اجتمع الخريجون على المسرح …

برمية واحدة … علت القبعات …

ومعها آمال الجميع …


أحبائي , زملائي وزميلاتي … نراكم بخيرٍ دائم … وتواصل دائم …

5 سنين … حفرت ذكريات … لن تنسى …

اذكرونا بكل خير …

الصور :

(اضغط على الصورة لتكبيرها)

لمن يستطيع الولوج للفايس بوك … هذا رابط مشاركة للألبوم

http://www.facebook.com/album.php?aid=171295&l=42f07&id=840535647

أنس



للإنسان الذي يمرّ من هنا … عبقك … يبقى …

الصفحات

انستغراميات ..

لم يتم العثور على صور على إنستغرام.

مرّ من هنا

  • 59٬883 إنسان ...

في ذمّة التاريخ … ستلحظ …

ماي 2024
د ن ث ع خ ج س
 1234
567891011
12131415161718
19202122232425
262728293031