بقليلٍ مِن … تستطيع …

Posts Tagged ‘حنين

تلمعُ عيناها … تحاولُ إخفاءَ ما ستبوح بها تلك العينان … “دمعةْ” … تخفي وجهها بيديها وتحاول البحث في مكتبها المليء أصلاً, عن ورقة …

ومن ثم تبتسم وتقول “هذه الأغنية, تحرّك في داخلي الكثير … من حنين وألم … ومحبة” … وتقول لي … “أكملها, لا تجعلها تتوقف!!!” … (اشتقت لعيونك … ولسحر جفونك … اسشتقت للضحكات ولسواد عيونك) …

أوقفت الأغنية احتراماً … وخوفاً من دمع سيزيل ما بقي من ابتسامتها …

“أستنصتُ لقصتي؟” … ابتسمتُ مستمعاً …

كان له اسمٌ قريب من حروفك … بل ذاتها …

وتجمعني به علاقة عادية … كغيره من الزملاء …

بحدثٍ ما … والقدر قرر … أصبح يميل لي … يذكرني بلباس ارتديته منذ شهر ويوم …

ويخبرني بما ارتديت في اليوم التالي …

تسبقني وردة … ترقد على مكتبي … ترمقني بنظراتها … منه …

اهتمامه الذي حاصرني … أشعرني بأنوثتي الطاغية و”أحببته” …

رغم كل حواجزي … ورغم تحفظي … “أحببته” …

كان الثورة التي أشعلت قلبي …

عندها … قال لي “غداً سأعلن خطوبتي من إحداهنّ وانتظر مباركتك …”

صمتت … رفعت نظري لها … غير مصدق!! …

اللقمة التي كنت ألحقها بابتسامة مجاملة لسوء صنع محتوى الطبق … وخوفاً من أن تقف في منتصف الطريق ما بين فمي ومعدتي …ابتلعت “ريقي” ومعه اللقمة, كي استوعب آخر جملة !!!

لم استطع بعدها أن “أعلّق” … أو أن انبس ببنت شفّة …

سارعت لمغادرة الغرفة التي كنا نتناول فيها طعامنا … ومن ثم عدت بموضوع جديد …فتلك القصة كفيلة بترك آثارها لأسبوع وأكثر …

محاولاتها المكشوفة لإخفاء الحزن المترافق مع الكلمات … محاولاتي الأفشل ألا أجعلها تغوص أكثر في التفاصيل …

أنقذنا … شخص (ثقيل الدم) … يودّ إرسال واستقبال أوراق … مع رشفات القهوة …

همست لها … بأنني سأقتبس بعضاً من القصة … ما بين حدود البوح والخصوصية … أسرّت مواقفةً …

بعض التفاصيل تم إغفالها دون التأثير على المضمون …

أنس

شعور الحنين الذي تبنيه هذه الأغنية فيني … لكل شيء …

لمكتبتي القديمة …

لسيارة كنت ألعب بها عندما كنت طفلاً … بلونها الأحمر والأسود و(جنزيرها) المحرِّك …

لمساعدة جدتي في (المونة) و(الكبّة) …

لمواقفي المضحكة والكثيرة … كنت طفلاً … بما في الكلمة من معنى …

أحدها (كنت عند جدتي أساعدها بتحضير (مربى الكرز) … بلباسي الأبيض الناصع …

أتحدث كثيراً وعادتي من الصغر … هيَ …

أحرّك يدايَ … أتراجع لأصف لجدتي هولَ ما حدث …

سقوط …

في قدرٍ كبير من مربى الكرز …

سارعت جدتي … حملتني … وهي تضحك … أنا أبكي واقول “جدتي , أصبحت مصاصةً كبيرة” …)

هذه إحداها … والكثير يبقى بين طيّات ذاكرتي …


أستاذي يوبّخني من مقالبي الكثيرة و(شيطنتي) … أحنّ … له …


أحنّ لجامع حارتنا القديمة …وتدليل شيخ الجامع لي … أشعر بنفسي , بفخرٍ … شيخ الجامع يحبّني ويناديني باسمي …


أحنّ للعائلة الكبيرة التي فرقتها (مادة) و (كلام كثير) و (حسد) …


أحنّ لعيدي … فرحي بعيديةٍ يعطيني إياها جدّي وهي الأكبر بين كلّ العيديات … وانزعاجي من أعمامي لأنهم لم يعطونني يوماً …


أحنّ لقهوة أمّي … لترانيم فيروز في بيتنا … كلّ صباح … عطر والدتي يملأ البيت …

وحركتها منذ الصباح قبل (مداواة مرضاها) في (المستشفى) …


أحنّ لأشخاص … مرّوا …

لا أعلم أين هم وكيف هم … ولكنني أشتهي أن أتلمس وجوههم … أحضنهم …

أمارس إنسانيتي الكاملة … معهم …



أحنّ …


“سنرجع يوماً … إلى حيّنا …”

أنس


للإنسان الذي يمرّ من هنا … عبقك … يبقى …

الصفحات

انستغراميات ..

لم يتم العثور على صور على إنستغرام.

مرّ من هنا

  • 59٬883 إنسان ...

في ذمّة التاريخ … ستلحظ …

ماي 2024
د ن ث ع خ ج س
 1234
567891011
12131415161718
19202122232425
262728293031