ديمقراطية في باص …
Posted سبتمبر 12, 2008
on:الساعة الآن تحاول تخطّي الثانية بعد منتصف الليل بقليل من النجاح …
أسارع الخطى عوداً من ليلة رمضانية و(أرجيلة) وحديث مطوّل مع الأصدقاء …
أرى ذلك الكائن الأبيض الرابص في الزاوية الخالية إلا من بعض السائرين بين ستائر الليل , أملاً في الوصول لباب الدار … للحاق بعض لقيمات السحور المباركة ومن ثمّ الخلود لنومٍ ويومٍ جديد …
صعدت …
اتخذت مكاناً وجلست … لم يكن فيه إلا أنا وشخصٌ آخر …
تتالت الأصوات , وبدء الباص بالإمتلاء تدريجياً … تثاؤبات السائق مع ضجة بدأت من الخلف والصوت يعلو والتثاؤب يزداد …
وأنا انظر للساعة بين الدقيقة والأخرى … اقتربت الساعة من ال2 ليلاً والتثاؤب مستمر والضجة مستمرة …
عندها أحد الجالسين في الخلف : “ايمت بدك تمشي معلم؟ تأخرنا , بدنا نلحق نرجع عبيوتنا ونتسحر “
رد المتثائب ” الأمر مو بأيدي … الشغلة بأيد المراقب , احكي معو ”
علت الهمهمات … عندها أعطي إشارة الإنطلاق وانطلق …
طوال طريق العودة والنقاش محتدم , بكل ديمقراطية , شخص برأي , يبدي الرأي ويستمع للآراء الأخرى …
ضربت امثلة …
ونوقشت تلك الأمثلة …
شاركت أنا وشارك السائق ومن بجانبي شارك أيضاً …
الباص بمن فيه دخل حلقة النقاش …
بعضهم مع الباص والآخر ضده … البعض يتحسّر على أيام (السرافيس) والآخر يبين فوائد (باص مستثمر خاص وصيني) …
الكلّ مقنع كان …
واستمر … النقاش …
إلى أن وصل موقف البيت … عندها ترجلت …
بنظرة إلى وجوه الجالسين … تعلوهم بسمة … كأنهم قاموا بعمل كبير أو أداء مُرضي …
ببساطة النقاش وتواضع المجلس … تمّ نقاش جميل بكل الجوانب …
ما يهمني من القصة …
يقولون أننا شعب لا نعرف الديمقراطية … والديمقراطية لها مكان أو اثنين فقط …
أرد , شعبنا متحضر … وديمقراطي ويسمع الرأي الآخر … مهما كان الحاضن لهذا الرأي وأينما وُجِد هذا النقاش …
أنس
سبتمبر 12, 2008 في 3:53 م
كلام رائع.. و ما يهمك من القصة يهمني أيضا…
تحية