أهلاً بشتائي … من جديد …
Posted أكتوبر 30, 2008
on:تعلو رائحة القهوة الشهية التي تسخن على عجل …
مع الحركة السريعة … لاستثارة الدفء الهارب من نسمات الصباح الباردة …
حركة اليدين فوق النار التي تستحث القهوة على الفوران …
تعاود اللون … من جديد …
…
أقف أمام أناقة لباس الشتاء … قميص وكنزة تعلوه , كل صباح …
تورّد الوجه … نكشة شعر لذيذة …
تعطي لمن يعيش أيامه نكهةً أنيقة … ومنظراً يعكس الدفء المفقود …
أنحتاج للمظلة؟ الشمس مشرقة ولكن المطر يحب أن يأتي بغفلة الموجودين تحته … يحب أن يرقبهم وهم يسارعون لحماية ما تبقى من لباس شبه أنيق !! ولكنهم مع كل ماسبق … لا بأس ببضع قطرات …بها يحاولون الاغتسال من غبار الدنيا العالق … ومن وحول اللا آدمية التي تعشعش فيهم يوماً بعد يوم …
…
مع برودة الوجه التي نواجه الجميع بها …
لكن بدفءٍ لا منتهي … يعلو تصرفاتنا اليومية … ربما هي ردة فعل إنسانية …
لا أذكر يوماً … أنني صافحت أحدهم دون سؤالهم لي “يدك دافئة … كيف؟” …اكتفي بالرد “دمي ساخن … “
وبعد كل اللقاءات التي تحدث في فصل الشتاء … يحلو في النهاية العودة للبيت …
يحلو الجلوس بجانب مدفأة تزأر …
رائحة كستناءٍ تعلو … العائلة قررت الاستمتاع بالنكهة … وبالرائحة قبلاً …
الخروج من غرفة لغرفة … يحتاج لتخطيط مسبق لما سيلاقيك على الطريق من برودة الممرات الصامتة …
…
عندما تعلن الساعة موعد المبيت …
تنسحب لسريرك المجمّد …
طبقات من الأغطية الباردة التي تنتظر من يدفئها , لتدفئه …
تنسل انسلالاً ضمن تلك الطبقات … تحاول أن تأخذ وضعية دفاعية ضد البرودة التي بدأت تتسرب إليك …والوضعية ستكون غالباً وضعية الجنين … مع حركات لا شعورية لتمازج القدمين بحميمية … تنشأ القليل من شعور الدفء …
…
في الصباح …
يعلو صوت المنبه اليومي … “حان الوقت لكي تفادر دفء ليلة كاملة … وتعاود رحلة البرودة الصباحية … والقهوة الصباحية واستحاثة الفورات … وقليل من الدفء هنا وهناك …
تحاول إخراج قدمك …
بحركة لا إرادية تعود لما تحت الأغطية …
تحاكم نفسك … عليك أن تتحكم بنفسك , تمسك زمام الإرادة المسلوبة تحت واقع البرودة الهائلة التي تنتظر خارجاً …
لن تنتظر نفسك أكثر من ذلك …
ويبدأ يومٌ شتوي جديد مع قفزة تبعد كل الدفء …
…
أهلاً شتائي … من جديد …
شتاء جديد يطلُّ مع فرح يدوم بـرجعت الشتوية …
ومع صاحبة الحكايا والأحلام .. فتوشة تحكي لنا عن شتوية رجعت …
أنس
10 تعليقات إلى "أهلاً بشتائي … من جديد …"

وصف جميل جداً،.. وحقيقي جداً
مرّ على التاريخ كثير من المخترعين الفاشلين، لكن أكثرهم غباء -بعد مخترع الرصاص- هو مخترع المظلة!!!
أستغرب فعلاً كيف يستطيع أحدهم أن يحتمي من ذلك الجمال .. بمظلة!
مدونتك دافية .. يمكن من حرارة إيديك على الكيبورد 🙂


ياله من شتاء، برد بل أجزم بأنه دفء لا متناهي ..
كثيراً ما ظننت بأنه ليست الأغطية التي تشعرنا بالدفء ومهما كانت سميكة وكثيرة بل هي روحنا فقط التي تجعلنا..
شكراً أنس .. تدوينة رائعة بالفعل .. يبدو أن هذا الشتاء سيكون مميزاً مع هذه التدوينات في بدايته .. : )


وصف رائع .. ليس هناك اجمل من الشتاء وأجواءه
و أمطاره و جميع لحظاته .. الشتاء حتى بوصفه مميز
رائع ما نثرته هنا صديقي أنس

أكتوبر 30, 2008 في 8:22 م
..
يم يم
وصفك للشتاء شهي , أقضمه بجوع شديد.
–
صديقتي تقول لي دائماً : اللي يحبون يدينهم دافية $: .
شتّي يادنيّ. .